لا تمر عدة أشهر إلا و نقرأ أو نشاهد مباراة خيرية استعراضية تقام في ملاعب أوروبا يشارك فيها الكثير من نجوم العالم وخاصة النجوم الذي لم يمر على اعتزالهم كثيراً وتحن إليهم الجماهير مثل المايسترو زيدان، و يذهب ريع هذه المباريات إلى جمعيات خيرية، أو إلى ضحايا كارثة ما. هذه اللفتات الجميلة تضفي قيماً رائعة على مفهوم الرياضة بشكل عام، بعيداً عن الفوز والخسارة، و التنافس والتعصب والتجارة، كما أن هذه المباريات الجميلة تزيد من وعي الأطفال و متابعي الكرة بالدور الاجتماعي الذي يلعبه كل فرد، هو ببساطة جزء من مفهوم التكافل الاجتماعي. للأسف هذا الجانب من كرة القدم و الرياضية يكاد لا يذكر إن لم يكن مفقوداً تماما في عالمنا العربي، على الرغم من أن مجتمعاتنا في أمس الحاجة لأن تشعر بترابط بعضها البعض، خاصة عندما يكون الأمر يتعلق بكارثة طبيعية مثل فيضانات باكستان، أو مجاعة مثل مجاعة الصومال، أو الكثير من الجمعيات الخيرية من أطفال معوقين أو مساعدات محتاجين أو أيتام.
هذه مباراة من المباريات العديدة جداً والخيرية والتي كانت بين فريقي “ريال مدريد و “بايرن ميونخ” و حضرها جمهور كبير لمشاهدة زيدان وهو يلعب بعد اعتزاله.
البعد الاجتماعي وما يمكن أن يقدمه اللاعب أو النادي لا يقتصر على جمع دخل المباريات للتبرعات الخيرية بل يتجاوزه للكثير من الأمور الاجتماعية التي يمكن أن يلعب رموز الكرة فيها دوراً كبيراً فيها حسب حاجة كل مجتمع. فما أمس الحاجة لأن نشاهد رموزاً رياضية محبوبة وهي تقوم بتوعية الأطفال عن مضار التدخين، أو محاربة المخدرات، أو القيادة المتهورة، و غيرها الكثير من الأفكار و التي ستعود بالنفع على كل من المجتمع و على اللاعب نفسه وبالرغم أني لم أكن يوما من عشاق اللاعب “ديفيد بيكهام” و لم تلفت نظري من قبل شخصيته الرياضية، لكن أعجبت جداً بما قام به مؤخراً من زيارة نادي كروي للمكفوفين وقد شاركهم اللعب وهو يغطي عينيه، فتبادر إلى ذهني “أحمد الشقيري” وهو يلعب الكرة بنفس الطريقة مع فريق مدرسة للمكفوفين في الصين في برنامج خواطر في رمضان السابق، مثل هذه اللفتات الجميلة من نجوم كبار تنمي قيماً راقية للمجتمع بعيداً عن صخب المدرجات و جدل التحكيم و المهاترات الإعلامية أحمد الشقيري | بايرن ميونخ | بيكهام | ريال مدريد | كرة القدم