مكة المكرمة، نجران – أشواق منصور، بدور العسيري التخيفي: نسعى لتطوير آليات توظيف المرأة .. ولابد من مضاعفة الجهود أجمع عدد من المختصين والتربويين على أن المرأة في المملكة لا تزال تعاني من محدودية فرص العمل التي تضمن لها خصوصيتها وأداء دورها كامرأة عاملة منتجة في المجتمع، وأكدوا على ضرورة أن تتساوى وظائفها جنباً إلى جنب مع الرجل شريطة أن تتماشى مع طبيعتها الخاصة بها كأنثى، وإنشاء هيئة سعودية تعنى بدراسة الحالة الاجتماعية للأسرة، وتسخير نشاطها في تحويلهن لفئة منتجة. «الشرق«التقت عددا من السيدات لإبداء وجهات نظرهن حول القرارات الجديدة وما يجري من أحداث في المجتمع، واللاتي طالبن بفتح مجالات أوسع لعمل «المرأة» وتوفير فرص عمل خارج قطاع التعليم الذي يعاني من التكدس، فيما اعترفت وزارة العمل أن سوق العمل وبناء على إحصاءات «حافز» بحاجة إلى وضع خطط لتطوير الفرص الوظيفية الحالية للمرأة وخلق فرص جديدة لعملها تتناسب مع طبيعتها وخصوصية المجتمع السعودي، وكشفت أنها تعتزم تطوير الجوانب التشريعية والتنظيمية لعمل المرأة في القطاع الخاص وتطوير آليات التوظيف، إلى جانب دعم التوظيف من خلال التدريب والتأهيل والدعم المادي. فرص محدودة تقول عهود زيدان بائعة في أحد محال بيع المستلزمات «إن سبب عدم استيفائي لمراحل التعليم وضعني في إطار فرص وظيفية محدودة، ولحاجتي المادية الماسة أقدمت على وظيفة البيع في المحال النسائية، على الرغم من رهبتي من خوض هذه التجربة باعتبارها خطوة جديدة بالنسبة لي، إضافة إلى كون الوظيفة مستحدثة ولم تعلم شيئا عن طبيعة هذا العمل. وطالبت هنوف سالم (موظفة استقبال في أحد المستشفيات الخاصة) وزارة العمل والجهات الأخرى بفسح مجال عمل المرأة ليشمل كافة التخصصات الدراسية لخريجات الجامعات، وقالت سالم «باشرت العمل في هذه الوظيفة موقتا حتى أجد عملا يناسب شهادتي وتخصصي (سكن وإدارة المنزل) وأتمنى أن يكون خارج قطاع التعليم لأنه من المؤكد يعاني من تكدس شديد بسبب قلة مجالات عمل المرأة». شروط تعجيزية وأوضحت أم تالا (جامعية وعاطلة عن العمل) أن آمالها هي تحقيق أعلى مراتب في الدراسة حتى وإن كانت متزوجة والحصول على الوظيفة المناسبة التي تستطيع من خلالها تأمين حياتها وقالت «مازالت المرأة تواجه عديدا من العقبات التي تعثر آمالها، منها الظروف المادية والشروط التعجيزية التي تضعها الجامعات أمام الطالبات، أما فيما يتعلق بالقرارات الجديدة فهناك قرارات جيدة جدا وكانت بشارة خير للمرأة السعودية ولكن تطبيقها أصبح صعبا من قبل المسؤولين عنها ونحن ننتظر تنفيذها حيث إنها لا تشمل جميع المستويات التعليمية وإن شملتهن استبعدت بعضا منهن في آخر لحظة كما حصل قبل فترة للمتقدمات لديوان الخدمة من استبعاد لعدد كبير من المتقدمات «. قرض سكني وأبدت أم رائد (خريجة المرحلة الثانوية وأرملة) سعادتها بالقرار الملكي الذي صدر قبل فترة وأكد على أحقية المرأة السعودية في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقاري مبينة أنها استطاعت من خلاله مساعدة أسرتها في شراء منزل يعول أسرتها، وأشادت بالقرارات الملكية المساندة للمرأة التي جعلت للمرأة دورا فعالا في المجتمع مبينة أن الأحداث الأخيرة لن يكون لها تأثير على المرأة بل ستقوي من عزيمة المرأة في بناء مجتمعها ونفسها وصنع أشياء لم يخطر ببال شخص أن المرأة هي من صنعت ذلك والدليل على ذلك إنجازات المرأة التي أصبحت تقدمها في الفترة الأخيرة. غطاء متكامل منصور أبو رياش و أشار الخبير الاقتصادي منصور أبو رياش أن المرأة في مجتمعنا لم تحظ بالخدمة الاجتماعية الكاملة التي تعنى بتنمية مهاراتها وتحقيق طموحها، وقال أبو رياش «المرأة لدينا تعد خارج المظلة الجزئية في المجتمع وتفتقد لغطاء متكامل في الخدمة الاجتماعية، وحتى الآن ليس هناك خدمات كافية لتطوير عمل المرأة على الرغم من وجود أرباح تقدر بحوالي 24 مليار، لو اُستخرج منها 10% نحصل على مليارين وأربعمائة تسخر للعمل الاجتماعي أي على مدار عشر سنوات 24 مليارا، فأعتقد بذلك أن المرأة ستصبح حتما سيدة أعمال ناجحة». تطوير المهارات ودعا أبو رياش إلى تطوير مهارات النساءيد العاملات في منازلهن وتنمية قدراتهم في كافة المجالات، وسد الخلل والفجوات بجرعة من الثقافة الدينية والاجتماعية والحضارية، خلافا عن المهارات اليدوية والحرفية ودعم عملها لإخراجها امرأه نافعة للمجتمع بدلا من جسم ضار به، وذلك من خلال إنشاء هيئة سعودية للأسرة تعنى بدراسة الحالة الاجتماعية للأسرة، ورعاية الخريجات من الفتيات وتسخير نشاطها في تحويلهن لفئة منتجة. ثقة المجتمع و أبانت الاستشارية الاجتماعية عفاف شرف أن عدم قناعة المجتمع بمقدرة الأنثى على قيادة العمل وممارسته أدت إلى تقليص مساحة عمل المرأة وحصرها في مجالي التعليم وبيع المستلزمات النسائية هذا القرار الذي تعرض لمراوغات عدة لإحباطه، وقالت شرف «عدم ثقة المجتمع وجهات التوظيف بمقدرة المرأة على العمل ظهرت من خلال وضعهم لرجل يرأس كل امرأه عاملة، وذلك ملموس بشكل واضح في قطاع التعليم والصحة وغيرها من المجالات التي تعنى بتوظيف كلا الجنسين». وألقت شرف مسؤولية إضاعة الفرص الوظيفية للنساء على الفتيات اللواتي يجهلن دور عمل المرأة في المجتمع ويمارسنه بشكل يخالف ما يطلبه العمل من وجوب التركيز على الجانب الإبداعي في الوظيفة وترك الشكليات والاهتمام المبالغ بالمظهر، مشيرة إلى أن الفرص الوظيفية لاتزال ضئيلة جدا بالنسبة لمجالات عمل المرأة التي تتجدد بتطور العصر . خلل تخطيطي خالد أبو راشد ونفى المحامي والمستشار القانوني خالد أبو راشد وجود نظام في القانون يمنع عمل المرأة أو يحصره في مجالات محددة، مستثنياً من ذلك الأعمال الشاقة التي لا تتماشى مع بنية المرأة وخصوصيتها، أي يكون الاستثناء وفق أمور محظورة بأسباب منطقية، مطالباً المرأة بالبحث عن حقوقها دون انتظار من يرشدها. وأكد أبو راشد وجود خلل في التخطيط لعمل المرأة، حيث إن الفتيات يدرسن تخصصات ليس لها فرص عمل إلى الآن كالمحاماة وغيرها من الأقسام التي لم يصرح بتوظيف خريجاتها، على الرغم من تأييد القانون لعمل المرأة وعدم تفرقته بين طبيعة عمل المرأة والرجل سوى فيما يشكل خطورة عليها . وقال أبو راشد «طالبنا كثيرا بأن تتخصص المرأة في بيع المستلزمات النسائية، بصفته عملا يفترض أن يكون خاصا بها، وبادرة تأنيث المحال حققت مزايا كثيرة أهمها خصوصية المرأة وزيادة عدد الوظائف التي أُتيحت لها على مستوى المملكة «. فرص جديدة فهد التخيفي وأكد وكيل وزارة العمل المساعد للتطوير فهد التخيفي أن سوق العمل وبناء على ما أفرزته إحصاءات الراغبات في العمل من حافز بحاجة إلى وضع خطط لتطوير الفرص الوظيفية الحالية للمرأة وخلق فرص جديدة لعملها تتناسب مع طبيعتها وخصوصية المجتمع السعودي، ولذلك تعتزم الوزارة حاليا وبالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني العمل على تطوير الجوانب التشريعية والتنظيمية لعمل المرأة في القطاع الخاص وتطوير آليات التوظيف، إلى جانب دعم التوظيف من حيث التدريب والتأهيل والدعم المادي. وأشار التخيفي إلى ارتفاع إحصاءات الراغبات في العمل، غير أنه أكد على ضرورة مضاعفة الجهود على جميع المستويات، وبالتعاون بين الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع بأكمله للمساعدة في الحد من البطالة النسائية. إحصاءات عمل المرأة في المملكة