قال عضو مجلس إدارة مؤسسة ابن عثيمين الخيرية، الدكتور سامي بن محمد الصقير، إن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين كان ذا منهج وسطي معتدل، ويحث طلابه على الاعتدال في الأقوال والأفعال، معتمداً عند الخلاف على الرجوع إلى النص الشرعي. جاء ذلك في ندوةٍ ضمن فعاليات معرض الكتاب والمعلومات ال 29 في الجامعة الإسلامية، التي شارك فيها الصقير مع عبدالله بن محمد العثيمين بعنوان «قبسات من حياة العلامة ابن عثيمين»، وأدارها الدكتور عماد حافظ، عميد شؤون المكتبات يوم الخميس الماضي، وبدأت بعرض وثائقي عن حياة ابن عثيمين ومؤسسته الخيرية. كما قدّم الصقير عرضاً عن حياة الشيخ العلمية وطلبة العلم في المدرسة أولاً، ثم لدى الشيخ ابن سعدي، ثم في المعهد العلمي بالرياض، ودراسته على الشيخ ابن باز، كما درس على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التفسير والفقه، والفرائض على الشيخ عبدالعزيز الرشيد، وعلم الحديث على الشيخ عبدالرحمن بن يوسف الإفريقي، ثم بدأ التدريس في المعهد العلمي، ودرس في كلية الشريعة منتسباً حتى تخرج فيها عام 1377ه، ثم بدأ التدريس مكان شيخه ابن سعدي. وعن علاقة الشيخ بالطلاب، قال الصقير إن ابن عثيمين كان يتفقد طلابه، ويسأل عنهم إذا غابوا، ويجيب دعواتهم، ويخرج معهم إلى المتنزهات. وفي الجانب الآخر من الندوة، وهو حياة ابن عثيمين داخل بيته وبين أولاده، قال ابنه عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين، الأستاذ في جامعة القصيم، ورئيس مؤسسة ابن عثيمين الخيرية، إن والده كان كثير العبادة، وكانت صلاته مطمئنة، وقراءته للقرآن قراءة تدبر وتفسير، وكان يختم في الشهر مرتين غير رمضان، وفي رمضان كل ثلاثة أيام، ويقرأ حزبه وهو في طريقه إلى المسجد مشياً، ولم يكن أحد يوقفه في هذه الحال لعلمهم بقراءته في ذهابه، أما في رجوعه فيعود معه السائلون وأصحاب الحاجات، فيُجيبهم ويُعينهم على حاجاتهم، وكان من وصاياه أن من كان له حزبٌ فليبادر به أول النهار. وقال العثيمين إن والده لم يفسر كامل القرآن، وإنما أجزاء منه ستخرجها المؤسسة، ولم يتخلف عن الحج إلا سنة واحدة بسبب ألم في ركبته، وكان ورعاً متواضعاً يسكن في منزل طيني، ولم ينتقل منه إلا عام 1410ه، عندما ضاق بأولاده. وأضاف أن الشيخ كان خارج بيته ذا مهابة، أما في البيت فكان بسيطاً يشارك أولاده في كل شيء، فينظم لهم المسابقات الثقافية ويسألهم، وكان كثيراً ما يشكر زوجته أمام أولاده، ويشعرهم بأهميتها. وكان مثالاً في تنظيم الوقت والعمل، يحسب الدقائق، ويُسمع صوت المنبّه في تسجيلات دروسه، وفي جدوله اليومي كان عنده ضبط دقيق لمواعيد النوم والصلاة والتهجد، والرد على الهاتف، وشرب الشاي في ساعة معينة، ولذا حصلت له البركة في وقته. وأردف أن والده الشيخ ابن عثيمين كان يُتقن أعمال المنزل، من سباكة وكهرباء، وحين كان في منزله الطيني كان كثيراً ما يصعد السلّم لتركيب مصباح، أو تمديد أسلاك كهربائية، كما كانت لديه عدّة السباكة، ويصلح ما يحتاج إلى إصلاح بنفسه.