التحكيم في كرة القدم، قواعده، شروطه والتزاماته، منظومته ونظامه، قوانينه وأعرافه، كل ما يتعلق فيه، هو أقل ما في كرة القدم، استحقاقا للاحترام، وأكثر ما في هذه اللعبة إثارة للشكوك، وأظن أن انتفاضة، وثورة ربيع كروي عالمي، قد تأخرت كثيرا،على دستور بدائي، مزاجي، همجي، عبيط، كهذا الذي يقود جمهورية كرة القدم، إلى ظلم وشبهات ودسائس، وفوضى، ونسب مرتفعة من احتمالات الكارثة، لو شابهت دساتير الرياضات، الرجال، ما حسبت دستور كرة القدم، إلا نسخة من معمر القذافي، ولا امتدادا إلا لقرقوش، وأنا على يقين من أن اتحاد أي لعبة أخرى، مستعد لإيقاف نشاطه، على أن يقبل سريان قانون كرة القدم التحكيمي، يوما واحدا على لعبته، حتى الألعاب المعتمدة على الرأي والتقييم، والتي لا تحسم بكسب وخسارة مباشرتين، مثل ألعاب الجمباز، تحتفظ بقوانين أكثر شرفا من قوانين تحكيم كرة القدم، إنني أشفق على حكام هذه اللعبة فعلا. فهم مشتومون دائما، مغضوب عليهم أبدا، متهمون في ذممهم وأهوائهم طوال الوقت، عرضة لسخرية الصحف، وكل ما يمكن للجماهير العودة إلى منازلهم دونه، بدءا من القوارير وانتهاء بالألفاظ البذيئة، المتفق عالميا على استحالة مصافحة الفريقين لهم بعد المباراة بنفس حيادية المصافحة قبلها، مساكين، في عالم أرعن، ينطبق عليه قول التهكم المصري الشهير: «ما قدرش على الحمار.. مسك في البردعة»!، حكم كرة القدم ليس سوى بردعة، وقد كان يمكن له أن يكون أكرم من ذلك، لكن قانون التحكيم حمار فعلا، أعزكم الله، فما ذنب القاضي، إن كانت مواد القضاء مهلهلة وملعوب في حسبتها، في مثل هذه الحالات يكون القاضي فاسدا إن لم يطبق القانون، فإن طبقه فسد أكثر!، على فيفا كرة القدم أن تتخلى عن عنجهيتها، وتبدأ فورا بتغيير قوانين التحكيم: إلغاء الوقت بدل الضائع، السماح للفريق المتضرر بطلب المتابعة التلفزيونية مرتين على الأقل كما في كرة المضرب، إيجاد صيغ وسط تسبق الطرد النهائي للاعب، مثل الطرد لمدد محددة، والعودة للمباراة، ما لم يكن الخطأ فادحا، مراقبة كشف التسلل الذي هو أهم وأعظم قوانين كرة القدم، بل وسر فتنتها، عن طريق شاشة تلفزيونية، إعفاء اللاعبين من الكشف عن مدى حسن تربية الأهل لهم، بإخراج الكرة كلما انسدح لاعب، وتحديد قانون واضح لإيقاف اللعب عند إصابة أي لاعب، و..، و..!