تعتبر التوعية البيئية أداة هامة، نظراً لحساسية الرأي العام للقضايا والمشكلات البيئية، وإدراكاً لمغزى الدور الذي يمكن أن يلعبه الوعي العام في تشجيع التطبيقات البيئية السليمة. ويتطلب الأمر وضع مبادئ إدارة بيئية سليمة لحماية البيئة، ووضعها موضع التنفيذ، من خلال برامج تعتمد على أسس علمية متطورة وحديثة تساير المكتشفات الجديدة للملوِّثات، خصوصاً ما كان منها مؤثراً على صحة وحياة أفراد الأسرة. هناك الكثير من المشكلات والقضايا البيئية داخل المنزل أو مكاتب الموظفين وبيئة العمل (البيئية الداخلية)، لم تأخذ الاهتمام الكامل حيث يقضي الفرد أكثر من 80% من وقته في البيئة الداخلية، رغم أنَّ الكثير من الأمراض تكون البيئة الداخلية مصدرا لها، خاصة الأمراض القاتلة ك»السرطان» وغيرها. وذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أنَّ في الصين، التي تمثل ثلث العالم ككثافة سكانية، يموت حوالي 500 ألف شخص من التلوث الداخلي، بينما في المقابل يموت حوالي مائتي ألف شخص من تلوث البيئة الخارجية. ويعود السبب الرئيسي إلى قلة الوعي البيئي، وضعف الثقافة البيئية لدى المجتمع بشكل عام. لذا لابد من وصف طريقة لمعالجة مشكلات التلوث، ونحتاج للخبرة البشرية لاتخاذ القرار المناسب لكيفية التعامل مع تلك المشكلة بطريقة أو بأخرى. يمكن تقسيم مسببات الأمراض إلى ثلاثة مسببات رئيسية، هي الملوثات البيولوجية، والملوثات الكيميائية والتي ذكرت منظمة حماية البيئة الأمريكية، أنَّ عدد المركبات الموجودة داخل المنزل تبلغ حوالي 800 مركب، أربعون من هذه المركبات قد تكون مسببة ل»السرطان». وهناك أيضا الملوثات الإشعاعية الفيزيائية والميكروبات والفطريات المنتشرة وسببها عدم النظافة كسبب رئيسي. لذا يتعرض الإنسان داخل المنزل لكثير من المؤثرات البيئية المختلفة، التي لا يظن أن لها آثارا سلبية بسبب نمط الحياة الحديثة، وطريقة تصميم المباني، وأنظمة التهوية والإضاءة، والأجهزة والأدوات المنزلية الكهربائية المختلفة، وأنواع الأطعمة المحفوظة، ومواد النظافة الشخصية والنظافة العامة، وأدوات الزينة المختلفة في الديكورات والحوائط، وأدوات ومواد الزينة الشخصية للمرأة. هذا بعض ما يتعلق بداخل المنزل، أما ما يخص المحيط الخارجي للمنزل كالحديقة وخزانات المياه العلوية والسفلية والبدرومات وكراج السيارة والملاحق كغرفة السائق والمبيتات والأسطح، بالإضافة إلى الملوثات الخارجية التي تدخل البيئة الداخلية وتؤثر عليها، فإن ذلك المحيط عرضة لكثير من المؤثرات البيئية السلبية، التي يمكن أن تعود على الأسرة بأضرار لا يلتفت لها. هذه الزاوية تلامس هذه القضايا، وتحاول إيجاد الحلول المناسبة لبيئة صحية سليمة..