يحيط بالإنسان في المكان الذي يعيش فيه, ويتنفس هواءه عوامل كثيرة تسبب له مشاكل صحية متنوعة تسبب ما يحتويه الهواء الذي يتنفسه الإنسان من ملوثات متنوعة غازية أو جسيمات أو كائنات دقيقة أو حشرات او موجات كهرومغناطيسية أو ايونات أو غيرها. وقضي الإنسان في الأماكن المغلقة ما لا يقل عن 60-80% من حياته, وهذه الأماكن هي المكاتب في أماكن العمل والمخازن والمصانع المختلفة وموقع العمل وكذلك معظم غرف المعيشة داخل المنزل. ويتعرض الإنسان داخل المنزل لكثير من المؤثرات البيئية المختلفة التي لا يظن أن لها آثار سلبية بسبب نمط الحياة الحديثة وطريقة تصميم المباني وأنظمة التهوية والإضاءة والأجهزة و الأدوات المنزلية الكهربائية المختلفة وأنواع الأطعمة المحفوظة ومواد النظافة الشخصية والنظافة العامة. وأدوات الزينة المختلفة للديكورات و الحوائط, وأدوات ومواد الزينة الشخصية للمرأة. وهذا بعض ما يتعلق بداخل المنزل وأما ما يخص المحيط الخارجي للمنزل كالحديقة وخزانات المياه العلوية والسفلية والبدرومات وجراج السيارة. والملاحق كغرفة السائق والمبيتات والأسطح فإنها عرضة لكثير من المؤثرات البيئية السلبية والتي يمكن أن تعود على الأسرة بأضرار لا يلتفت لها. وفي الواقع فإنه لم يتم تنفيذ مشروعات تطبيقية لاستخدام نباتات محددة ذات خواص متميزة في تقليل خطورة بعض الملوثات, ولان الدراسات العلمية التي حددت ادوار محددة للنباتات في خدمة البيئة مازالت قليلة فإن ذلك يعد مهداً مناسباً لفكرة تخطيط وتنفيذ هذا المشروع التطبيقي كتجربة الاولى من نوعها على مستوى المملكة العربية السعودية للتخلص من الملوثات الهوائية الداخلية في المكاتب او مكان الإقامة أي كان نوعها, والتي تسبب الكثير من الخمول والأرق والكسل وضعف في أداء العمل.. حيث يهدف المشروع كهدف رئيسي هو رفع كفاءة العمل في جو بيئي صحي, ويقوم بتنفيذ هذا البرنامج الطبيب البيئي واعني بذلك الخبير البيئي وهو يقوم بمعالجة وإزالة أسباب المرض وليس معالجة الناتج لان ذلك من اختصاص الطبيب البشري. ويمكن تنفيذ مثل هذا البرنامج بما يسمى مركز توعية الأسرة البيئي الشامل الذي يخدم الاسرة والمجتمع. وبطبيعة الحال فإن السكن هو العنصر الأول المستهدف حيث تقضى فيه الأسرة معظم وقتها وتمارس فيها مختلف النشاطات الاجتماعية والحياتية المعروفة. إلا أن الأفراد يقضون أوقات طويلة أيضاً في مواقع أخرى وأهمها مكان العمل ويشمل المكاتب الإدارية للموظفين والمدارس للطلاب والمصانع والورش للعاملين والفنادق للسياح والمسافرين والمنتجعات السياحية وقصور الأفراح ونحوها. حيث يقضى بعض أفراد الأسرة في مثل هذه الأماكن أوقات طويلة يتعرضون لمؤثرات بيئية سلبية مختلفة تعتمد على طبيعة المكان وطبيعة النشاط الذي يمارسه الفرد فيها. ومن الطرق الحديثة المثلى استخدام النباتات التي تقوم بإزالة الملوثات من محيطها وهو أسلوب علمي حديث وغير مكلف إضافة إلى انه يضفي مقدار من البهجة داخل المنزل وفي محيطه إذ يمكن جعلها جزء من الديكور الداخل في المنزل حيث ثبت علمياً أن كثير من النباتات لها القدرة على امتصاص وإزالة أنواع معينة من الملوثات من محيطها. وقفة : يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: ان التوعية البيئية الأسرية أصبحت ضرورة ملحة ومشاركة المجتمع المدني بقوة في هذا المحور كذلك الجهات الحكومية وخاصة قطاع الإعلام في المساهمة الفعالة في نشر الوعي البيئي عامة وخاصة قضايا تهم الاسرة. [email protected] استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة