قالت حرم أمير منطقة القصيم، الأميرة نورة بنت محمد بن سعود ل”الشرق”: إن جمعية الثقافة والفنون يجب أن تُجري مسحاً كاملاً للمنطقة؛ بحثاً عن فنانات وموهوبات، لتستقطبهن تحت مظلة واحدة للتدريب والتوجيه، ومن ثمّ إقامة معارض مميزة توازي المعارض السابقة، وذلك رداً على الاستفسار عن معارض الفن التشكيلي في القصيم، وهل سنرى معارض فنية مماثلة مستقبلاً. وأضافت الأميرة “ألوم الجمعية، لأنها لم تعط المرأة الفرصة لإبراز جمال فنونها، وما اكتسبته من مهارات خلال الدراسة”. وعدّت الأميرة أن المعرض “طاقة فنية مذهلة”، خاصة من الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة، بعد أن شاهدت إبداعهن في الورشة المقامة داخل الكلية، مشيرة إلى أن هذه الفئة تحتاج لدعم خاص من جميع القطاعات والمؤسسات التعليمية والجمعيات، والعمل على فكرة تدريبهن على تخصصات كثيرة، ليحصلن على شهادات الدبلوم والبكالوريس، لأنهن مؤهلات للإنتاج والعطاء. جاء ذلك خلال رعاية الأميرة نورة لافتتاح معرض آفاق وتصاميم ملونة السنوي “حوار بين الفن والحياة”، مساء الثلاثاء، والذي يختتم اليوم، بتنظيم من كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي في جامعة القصيم، في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة، وتم فيه عرض منتجات طالبات الكلية في مختلف التخصصات الفنية والأزياء والتغذية.
تسويق الأعمال ورداً على سؤال حول إمكانية إقامة مؤتمرات للفن والتصاميم في فترة الشتاء، حيث تشهد المنطقة مخيمات في المتنزهات البرية، أو إتاحة عرض مُنتج الطالبات الموهوبات داخلها، قالت “أرى بأن أي عمل، وحتى تظهر قيمته لدى الشخص، يجب أن يُسوق ويباع، كي لا يُصاب صاحبه بالإحباط، وليكون عمله محط اهتمام المجتمع، وكذلك اهتمامه الشخصي، وبالتالي هو يعود بربحين، المهنية والاقتصادية”. وقالت عميدة كلية التصاميم والاقتصاد المنزلي، الدكتورة فاطمة الفريحي “إنه أول معرض خارج الكلية، وأتوقع له النجاح المُبهر”. وبيّنت الدكتورة الفريحي بأن فكرة المعرض تعريفية وتسويقية، وقالت “أخص منها التعريفي، لأن شريحة كبيرة من المجتمع تجهل ماهية وتطلعات الكلية، والفنون المقامة داخلها، فهي كلية عملية مهنية ربطت النظري بالعملي، وأوجدت أجواء مميزة لدى الطالبات، للجد في العمل الفردي، أو الجماعي، لإنتاج أعمال جميلة ومميزة”. “الشرق” التقت وكيلة الشؤون الإدارية للكلية، الدكتورة فاطمة الحميد، التي قالت إن المعرض جاء فوق التوقعات، وهو انطلاقة لدعم المرأة، وتعريف المجتمع بأنها طاقة جمالية وإنتاجية مميزة، وهي لا تحتاج سوى الدعم المعنوي لتكمل مسيرتها. وتوافقها الرأي الأستاذة ريم المقبل، من إدارة علاقات الكلية، بأن داخل فتياتنا طاقة إبداعية تحتاج فقط للتوجيه. كما قابلنا مجموعة من منسوبات الكلية، والمُحاضِرات، اللواتي أجمعن على وصف المعرض بالإبداع، والتميز في التصاميم والأفكار. وكان للدكتورة وسام بكر تعليق حول تميز المرأة السعودية، بداية من قرار السماح لها بالمشاركة في المجلس البلدي، وقوفاً عند هذا المعرض المتميز، إذ تقول: “المرأة السعودية مبدعة اقتصادياً وسياسياً، ولها فكر ورأي نيّران، وهي محل ثقة في مجالات عدة لو سمح لها بالظهور”.
دفعة أمل وحول مشاركات ذوي الاحتياجات الخاصة في المعرض، التقينا الأستاذة مشاعل العنزي، مشرفة دبلوم تأهيل وتدريب فتيات الصم والبكم؛ التابع لكلية التصاميم، والتي أبدت سعادتها الكبيرة بمشاركة الفتيات في المعرض، ووصفت الفتيات بأنهن فئة هضمت حقوقها تعليمياً، بالتوقف عند الحصول على شهادة الثانوية العامة، ولكن هذا الدبلوم أعاد الأمل لقلوب تلك الفئة. وقالت إن جمعية الملك عبدالعزيز، من خلال الصندوق الخيري الداعم للطالبات، تعمل مشكورة على دعم هذه الفئة. وفي جولة “الشرق” داخل الورش التي تدرب تلك الفتيات، التقت الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة، أريج الحربي، وفوزية العنزي، وأشواق أبا الخيل، بالنيابة عن المجموعة المشاركة في المعرض. وبدت ملامح السعادة على وجوههن، وذكرن بأن هذا المعرض يحقق جزءاً من طموح كل فتاة تنتمي لهذه الشريحة. وعلى لسان مترجمة لغة الإشارة، الأستاذة لمياء الصبيحي، ذكرت إحداهن “أتمنى أن أكون معلمة، وأساند الفتيات، وأقدم لهن الدعم، كما قُدم لنا”.
الكلية والمجتمع والتقت “الشرق” طالبات مُشاركات في المعرض، فقالت هتون الرشيد من قسم النسيج ” إن المعرض حلقة وصل بين الكلية والمجتمع، ووجوده يخدم الطالبات في إيجاد فرص العمل”. أما البتول المشيطي من قسم التغذية، فقالت “المعرض جاء متأخراً، فأنا في السنة الرابعة، وكنت أحلم بإقامة هذا المعرض منذ سنوات”. وتقول حصة الفهيد، من قسم الفنية “كل ما نحتاجه هو تعريف المجتمع بجهدنا وتعبنا، وأن يتم طرح مسابقات تبث روح التنافس بين الموهوبات”. نذكر أن المعرض حظي باهتمام وإعجاب الحضور في يومه الأول، وينتظر أن يحدث ذلك في اليومين الثاني والثالث، حيث أرسلت دعوات لجميع المؤسسات، وتم الإعلان عنه في موقع الجامعة. الأميرة نوف | بريدة | جمعية الثقافة