بدأ أكثر من 3500 أسير فلسطيني إضرابا مفتوحا عن الطعام أمس بالتزامن مع إحياء «يوم الأسير الفلسطيني»، احتجاجاً منهم على الممارسات الإسرائيلية بحقهم داخل سجون الاحتلال ورفضاً لعقوبة العزل الانفرادي الموقَّعة على أكثر من عشرين أسيرا من الأسرى الفلسطينيين. وتضامناً مع الأسرى الذين أطلقوا على إضرابهم مسمى «معركة الوفاء والعهد»، خرج آلاف الفلسطينيين في مظاهرات جابت قطاع غزة، في الوقت الذي تنافست فيه القيادات السياسية في إطلاق التصريحات المؤيدة للإضراب والداعية لنصرة الأسرى. ووصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة، أحمد بحر، الإضراب بأنه إعلان للحرب من جانب الأسرى على الاحتلال، داعياً إلى انتفاضة ثالثة لنصرتهم وتحريرهم. وحمّل «بحر»، خلال مشاركته في اعتصام نُظِّم أمام مقر هيئة الصليب الأحمر في غزة أمس، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وقال «اليوم بداية لانتفاضة ثالثة حتى تحرير أسرانا». أما النائب في المجلس التشريعي، مشير المصري، فأكد، في تصريحاتٍ ل «الشرق»، أن المعادلة التي فرضها الاحتلال في تعامله مع الأسرى لم تترك للفلسطينيين سوى مسار واحد هو خطف الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى. وأضاف «سنقوم بفعاليات يومية لنصرة الأسرى، ولن نتركهم في هذه المعركة بمفردهم، حتى نضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالبهم العادلة بتحسين ظروف الاعتقال». وتميزت فعاليات التضامن بمشاركة واسعة من الأسرى المُحرَّرين الذين خرجوا ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأوضح روحي مشتهى، أحد أبرز قياداتهم، ل «الشرق» أن الأسرى في السجون قرروا المضي في الإضراب المفتوح عن الطعام دون أي تراجع، معتبرا أن الإضراب هذه المرة يتخطى في أهدافه مجرد تحقيق مطالب جزئية إلى تغيير كامل لمعادلة العلاقة بين الأسرى الفلسطينيين وسلطات الاحتلال.وأكد مشتهى أن كافة الأسرى اتخذوا قرار الإضراب بمختلف انتماءاتهم الحزبية، متوقعا أن تستخدم سلطات السجون كافة وسائل القمع في محاولة لفك الإضراب الذي يعتبر الأول من نوعه منذ ثماني سنوات.