جدّد اعتراف الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، بالمسؤولية التاريخية لفرنسا في التخلي عن «الحركيين»، وهم جزائريون وقفوا إلى جانبها خلال حرب التحرير الجزائرية بين عامي 1954 و1962، من الجدل بين الجزائروفرنسا وأثبت أن الجراح الجزائرية جراء حقبة الاحتلال الفرنسي لم تلتئم بعد. وينظر عموم الجزائريين إلى «الحركيين» باعتبارهم خائنين لوطنهم لأنهم فضلوا الالتحاق بالصف الفرنسي عندما قرر الجزائريون حمل السلاح في مواجهة الاستعمار ولم يكتفوا بمعاداة الثورة بل رفعوا السلاح ضد أبناء جلدتهم انتصارا للعدو الخارجي. ويرى الأستاذ في معهد العلوم السياسية في جامعة الجزائر، الدكتور أحمد عظيمي، أن الإدارة الفرنسية الحالية جعلت من ملف «الحركيين» مادة انتخابية، واصفا اعتراف ساركوزي بالمسؤولية التاريخية لبلاده في التخلي عنهم ب «استفزاز للذاكرة الوطنية للجزائريين وشهدائهم خصوصا مع حلول الذكرى الخمسين للنصر هذه الأيام». وينتقد «عظيمي»، في حديثه ل «الشرق»، صمت السلطات الجزائرية على «الاستفزاز الفرنسي»، مبديا استغرابه من عدم مطالبة الجزائر رسمياً باعتذار فرنسي عن جرائم ارتُكِبَت في حق الجزائريين خلال حقبة الاحتلال التي استمرت قرناً ونصف. بدوره، يحذر الرائد السابق في جيش التحرير الجزائري، لخضر بورقعة، مما أسماه محاولات فرنسية للانتقام من الجزائريين الذين هزموها خلال حرب التحرير، مشيرا إلى تخوفه من وجود فرنسي في ليبيا وشمال مالي لمحاولة زعزعة وحدة الجزائر مستقبلاً. ويصف «بورقعة» ملف «الحركيين» بأنه «ملف قديم جديد يُقصَد من إثارته بمناسبة أو دون مناسبة استفزاز الجزائريين». فيما يعتقد رئيس جمعية مشعل الشهيد، محمد عباد، أن اعتراف فرنسا بمسؤوليتها في التخلي عن الحركيين لن يغير من وضعهم شيئا ك «خونة» في نظر شعب الجزائر، ويدعو «عباد»، وهو ابن شهيد سقط أثناء حرب التحرير، أبناء وأحفاد «الحركيين» إلى إعلان تبرُئهم مما ارتكبه أولياؤهم في حق الجزائريين وعدم تبرير جرائمهم، مضيفاً «الجيل الثاني لا يتحمل وزر ما ارتكبه أجدادهم، وعليهم إدراك أنه لا مصالحة مع الخونة».