يبدو أن التخويف وأسلوب العقاب سياسة لا تزال تسكن عقول بعض من المسؤولين الكرام. فبعد القرار الخاص بنقل موظف الهلال الأحمر خالد سعود المطيري من الرياض لنجران بعد ظهوره مع دوواد الشريان على كل مواطن أن يفهم الدرس ويكتفي بالصمت أو الدعاء على من ظلمه. إذ لم يكن جرم المسعف خالد سوى أنه انتقد الوضع في الهلال الأحمر وتحدث عن المشكلات التي يتعرض لها بعض المسعفين والمشكلات الخاصة ببيئة العمل وسوء أوضاعهم المالية والإدارية. بعد هذا القرار على كل مواطن بسيط أن يحذر وأن يمتنع عن الظهور والمشاركة في البرامج التلفزيونية والإذاعية حتى لو كانت لتهاني العيد، فالظهور في وسائل الإعلام – إذا ما كان قرار النقل تعسفياً- يصبح حقاً للمسؤولين الكبار فقط ولمن يملك ظهراً وسنداً يحميه. ومن لا يملك هذا السند وليس له منصب كبير عليه أن يبلع همومه وشكواه ويسكت حتى لا يقطع رزقه أو يصدر قرار تعسفي بنقله للجنوب أو الشمال أو حتى لقلعة دارين دون اكتراث بضرر هذا القرار على المواطن وأسرته. الحال في بعض القطاعات الحكومية يذكرني بحال سكان حارة «كل من إيده إله» فيجب أن تضبط وضعك وتدبر أمورك وتبحث عن من يساعدك لتأخذ حقك أو تصمت أمام من يضطهدك أو يسرق قوتك وقوت عيالك. لماذا ينظر كثير من المسؤولين لشكوى موظف وتظلمه على أنها إهانة شخصية لهم؟ ولماذا الظلم والتلويح بعصا الطرد أو النقل في وجه كل موظف يطالب بحقوقه أو يشتكي من ظلم ما؟ وأين جهود هيئة مكافحة الفساد في التخلص من مثل هذه العقليات التي تظن أن بعض القطاعات ملك شخصي لها ولمن يعز عليها؟