واشنطن – عصام عبدالله الإدارة السعودية تمثل الرؤية الحضارية للإسلام أمام الغرب في مواجهة الإرهاب والتطرف مراقبون أمريكيون: لا يوجد حليف أهم الآن في منطقة الشرق الأوسط من المملكة تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية قبيل انعقاد قمة حلف الناتو يومي 20 و21 مايو المقبل في شيكاغو، التي ستدور حول توسيع عمل الحلف بعدما ثَبُتَ أن المشكلات التي يواجهها العالم اليوم لا تنحصر في محيط واحد، وأن تعاون الحلفاء في الدفاع عن القيم المشتركة في البلقان وأفغانستان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا يستلزم ضم أعضاء وشركاء جدد. ويحتاج حلف «الناتو» حسب وصف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى تطعيم حتى يتمكن من الاستمرار في ممارسة مهامه في مختلف أرجاء العالم، وهنا تكمن أهمية المملكة العربية السعودية وحلفائها العرب (الناتو العربي) كجزءٍ مما وصفته الوزيرة الأمريكية بالمعركة من أجل المستقبل، لاسيما وأن أعضاء الناتو -كما تقول كلينتون- يتجهون في المرحلة المقبلة إلى نقل المسؤولية الأمنية إلى أفغانستان وإلى القوات الأفغانية بحلول عام 2014 وتخفيض أعداد قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان لتحويل دورها من «قتالي في الأغلب الأعم إلى مساند» وذلك من خلال التدريب وتقديم المشورة والمساعدة خلال عام 2013. وتؤكد مصادر مهمة في واشنطن ل «الشرق» أن الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في المنطقة تتجه إلى محاولة التقليل من أخطار نظام حكم الملالي في إيران ودعم التيارالإسلامي السني في العراق وسوريا وباكستان وأفغانستان والجزيرة العربية، وتوضح المصادر أن المملكة العربية السعودية هي شريك أساسي وحليف استراتيجي لأمريكا والغرب في هذا الصدد. وتقول رئيسة اللجنة الفرعية للاستخبارات في الكونغرس الأمريكي، سوزان مايرك، إنه على الرغم من الخلاف الدائر بين الكونغرس والإدارة الأمريكية حول موضوعات السياسة الخارجية فإن توافقا بين الجانبين بات أوضح على أثر زيارة صاحب السمو الأمير سلمان وزير الدفاع السعودي للولايات المتحدة، وبحسب «مايرك» فإن دعم واشنطن للمملكة يتوازى مع دعمها لتركيا إن لم يزد، فلأول مرة يعطي الكونغرس الضوء الأخضر كاملا تجاه المملكة، بما في ذلك المعارضين الجمهوريين جون ماكين وجو ليبرمان. وإلى جانب تحريك الولاياتالمتحدة لحاملة الطائرات «إنتربرايز» إلى الخليج العربي حيث أصبح لديها قوة جوية وبحرية فائقة نظراً لوجود الحاملة الأخرى «إبراهام لنكولن» في المنطقة، فهي تقيم الآن منظومة دفاع صاروخية لحماية الدول الخليجية من إيران، وتعد أولوية مساعدة المملكة وحلفائها على بناء «منظومة دفاع صاروخية إقليمية» هي الشغل الشاغل لأمريكا لمواجهة أية تهديدات إيرانية بصواريخ باليستية.وكانت كلينتون أعادت في لقائها مع وزير الدفاع السعودي ما سبق وأن صرحت به في الرياض قبل أسابيع، وهو التزام أمريكا «الصلب كالصخر ودون مهاودة» حيال المملكة وحلفائها، ودعت إلى اتخاذ «خطوات عملية ومحددة لتعزيز الأمن المشترك ومساعدة القوات الأمريكية على تحسين قابلية العمليات المشتركة والتعاون فى الأمن البحرى والدفاع الصاروخى وتنسيق الرد بمواجهة الأزمات».ومن المعروف أن أمريكا ترتبط بمعاهدات دفاعية مهمة مع جميع دول الخليج العربي، وتتضمن هذه المعاهدات التزاما أمريكيا ضمنيا بالدفاع عنها ضد أي اعتداء خارجي. أما مبيعات الطائرات الأمريكية المتطورة «إف 15 « للمملكة فيجب أن يُنظَر إليها، حسب المصدر، في ضوء خريطة توزيع مبيعات الأسلحة للمملكة في العالم، وهي تشير خلال العام 2011 إلى أن الموردين الأساسيين للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية هم المملكة المتحدة (411 مليون دولار) والولاياتالمتحدة (384 مليون دولار) وفرنسا (182 مليون دولار)، ومع نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 بيعت إلى السعودية صفقة الأسلحة الأكبر في تاريخ صفقات السلاح الأمريكية حيث يقدر ثمنها بستين مليار دولار.وبحسب مراقبين أمريكيين، ينبغي النظر إلى زيارة الأمير سلمان إلى الولاياتالمتحدة من منظور أشمل من البعد العسكري والاستراتيجي المشترك، ذلك لأنه لا يوجد حليف الآن في منطقة الشرق الأوسط أهم من المملكة العربية السعودية، ويعتبر المراقبون أن البلدين ابتكرا صيغة جديدة ومتميزة للشراكة والتوافق بشكل عام في القضايا السياسية والاقتصادية الحيوية، والتعامل معها كحزمة واحدة، تعتمد على تأمين الأهداف المتبادلة بين البلدين. من جهة أخرى، انعكست قوة العلاقات الأمريكية السعودية في الجو المصاحب لزيارة الأمير سلمان ومحتواها ونتائجها، إذ أثبتت هذه الزيارة أن المملكة ليست فقط حليفا استراتيجيا في مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، أو في المساعدة على دعم الاستقرار في العراق، أو قضايا الأمن الإقليمي في الخليج في مواجهة إيران، وإنما في تعزيز الرؤية الحضارية للإسلام في العالم في مواجهة الإرهاب والعنف الذي أُلحِقَ به من قِبَل تنظيم القاعدة والتنظيمات الراديكالية الأخرى.وتتميز المملكة بخصوصية أنها قلب العالم الإسلامي مما يجعلها بمثابة المركز الرئيس لإقامة علاقات بناءة ومتوازنة بين الغرب (غير المسلم) والعالم الإسلامي. وزير الدفاع يغادر الولاياتالمتحدةالأمريكية واشنطن – واس غادر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع العاصمة الأمريكيةواشنطن أمس مختتما زيارة رسمية للولايات المتحدةالأمريكية بدعوة من وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا استغرقت عدة أيام. وكان في وداعه لدى مغادرته مطار قاعدة آندروز الجوية بولاية ميريلاند الأمريكية عدد من كبار المسؤولين بوزارة الدفاع الامريكية من مدنيين وعسكريين وسفير الولاياتالمتحدةالامريكية لدى المملكة جيمس سميث. كما كان في وداع الأمير سلمان عدد من الأمراء وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير والملحق العسكري السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا العميد طيار ركن أحمد بن ناصر القحطاني وقناصل خادم الحرمين الشريفين ومندوبو المملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمم المتحدة. وغادر في معية وزير الدفاع الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومدير عام مكتب وزير الدفاع الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان ورئيس الشؤون الخاصة بمكتب وزير الدفاع الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الشثري. الأمير سلمان و كلينتون (واس)
الأمير سلمان خلال زيارته الملحقية السعودية في واشنطن (واس)