غادر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، واشنطن أمس بعد زيارةٍ أسفرت عن توافقٍ أمريكي واسع في الرؤى بين البيت الأبيض والكونغرس تجاه المملكة العربية السعودية، وهو ما تعكسه تصريحات مسؤولة اللجنة الفرعية للاستخبارات في الكونغرس، سوزان مايرك، التي قالت إنَّ توافقاً بين الجانبين بات أوضح إثر الزيارة, رغم الخلاف الدائر بينهما حول السياسة الخارجية الأمريكية. وتوضح الزيارة أنَّ العلاقات بين الرياضوواشنطن تتجه نحو مزيدٍ من التمتين القائم على مراعاة مصالح البلدين وفق إطار شراكة متميز على المستويين السياسي والاقتصادي، كما توضح أنَّ أمريكا تنظر إلى المملكة باعتبارها أهم حليف في المنطقة. وتأتي اجتماعات وزير الدفاع مع نظيره الأمريكي ليون بانيتا ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قبل انعقاد قمة حلف الناتو في شيكاغو خلال مايو المقبل لبحث توسيع عمل الحلف ومناقشة إمكانية ضم شركاء جدد بعدما اتضح أنَّ المشكلات العالمية لم تعد تنحصر في محيطٍ واحد، وهو ما يزيد من قيمة الدور السعودي على المستوى العالمي خلال المرحلة الحالية، ومستقبَلاً كضامن للاستقرار والتوازن السياسي في المنطقة, وخصوصاً فيما يتعلق بالملفات اليمني والعراقي والسوري، إلى درجة دعت الدبلوماسي الأمريكي من أصل لبناني، وليد فارس، لوصف الرياض ب «عاصمة الناتو العربي» التي التقت عندها نقاط التقاطع بين الكونغرس والإدارة الأمريكية. في الوقت ذاته، تكشف الأجواء المصاحبة لزيارة الأمير سلمان إلى واشنطن أنَّ المملكة ليست فحسب اللاعب الاستراتيجي والسياسي الأهم حاليا في منطقة الشرق الأوسط، وإنما هي أيضاً «المعبِّر الحقيقي» عن الصورة الحضارية للإسلام أمام الغرب في مواجهة قوى التطرف والإرهاب التي ألحقت الأذى بصورته و«المركز الرئيسي» لإقامة علاقات بناءة ومتوازنة بين الغرب والعالم الإسلامي. ويبقى القول إنَّ زيارة وزير الدفاع وما تخللها من محادثات أثبتت خطأ من ذهبوا إلى أنَّ المشكلات السياسية التي وقعت في عددٍ من الدول العربية؛ ستنعكس سلباً على علاقة واشنطن بالعواصم الكبرى في المنطقة ومنها الرياض، فهاهي الأيام تأتي بنتائج مختلفة وإيجابية في ظل دبلوماسية سعودية واضحة تؤمن بحماية مصالح الشعوب العربية وخصوصا الخليجية.