يمثل مفهوم الذكاء الانفعالي مظلة تغطي مدى واسعاً من المهارات والاتجاهات التي تقع خارج نطاق قدرات الذكاء التقليدية، التي تكمن بشكل أساسي في الوعي بالمشاعر وتأثيرها في الجوانب المعرفية، فعلى مستوى الفرد يتضمن الذكاء الانفعالي قدرة الفرد على التعرف على مشاعره وانفعالاته وعلى التمييز بينهما وعلى التعامل مع المشكلات السلبية كالشعور بالإحباط وتراكم ضغوط الحياة، وهذه القدرة تمكن الإنسان من استخدام مشاعره للوصول إلى قرارات صائبة، لأن الذكاء الانفعالي يتضمن القدرة على التفرقة بين مصادر الإحباط والتعامل مع كل منها على حده، وبالتالي يساعد على الحفاظ على واقعية وتفاؤل الفرد. ولو نظرنا إلى الكثير من المشكلات النفسية وحالات الاكتئاب والإحباط، لوجدنا أنها تنتج عن عدم القدرة على تحديد أسباب ومصادر هذه الإحباطات، ما يؤدي إلى عجز الفرد عن التعامل مع هذه الإحباطات بكفاءة، وكذلك يتضمن الذكاء الانفعالي على المستوى الفردي القدرة على ضبط المشاعر والتحكم فيها، وعلى المستوى الاجتماعي فإنه يتضمن القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتوقع ردود أفعالهم، ويتضمن أيضاً المهارات الاجتماعية اللازمة لبناء علاقات جيدة بالآخرين والتعامل مع النواحي الانفعالية في العلاقات على المستويين الشخصي والمهني، والتساؤل المهم: هل المنظومة التعليمية والتربوية ممثلة بالمدرسة والأسرة تنبهت إلى تنمية مهارات الذكاء الانفعالي لدى الأطفال، أم أن الوقت مازال مبكراً لذلك؟