لو كنت موظف بنك لملأت (شليلي) ب (همشة فلوس وهجيت هجا سريعا) وعبأت جيوبي ب (الزرق) وفركت لها مع أقرب مخرج دائري مزدحم، ولكنت من أغنى أغنياء العالم ونافست بيل جيتس وقارعت محمد الفايد بمحلات هارودز وجلست في أفخم بورصات نيويورك واضعا قدما على قدم وبيدي سيجار كوبي من النوع الفاخر الذي يستخدمه تشي جيفارا في صورته الشهيرة، كم يؤلمني منظر هؤلاء ال»موظفي البنوك الطفارى» ولكن سؤال يطرح: لماذا أفقر خلق الله هم موظفو البنوك؟ ولماذا هم هكذا مبتئسون حينما تأتي لأحدهم وتلقي عليه التحية الصباحية يباغتك (ببوز شبرين) وشفاه مزمومة كأن هموم الدنيا على رأسه أو (ميت له أحد)؟ لماذا هم هكذا محملون بديون العالم على كواهلهم وهم كما قال الشاعر نزار قباني: كل امراة تدعي الفقر وهي تمتلك كنزا لا يفنى! لماذا هم يتثاقلون على أوجاعهم ورواتبهم الضئيلة التي لا تتجاوز ال4000 ويعملون لمدة عشر ساعات يوميا ويتحملون عبء مدير نزق انسحقت شخصيته من جهابذة العملاء؟ لماذا يتحمل الموظفون البسطاء عقدة عملاء التميز والذين يزعجونهم إزعاجاً على ريال ونصف الريال خصم من حسابهم ويقلب الدنيا سافلها واطيها؟ هنا أنا أقدم لكم اقتراحا أيها الموظفون الحاملون همومكم: استنجدوا بالشعراء الصعاليك لكي (يسرقوا البنك) كما فعل سابقاً الشنفرى والسليك وتأبط شرا وجحدر الظبي وسوف يقسمها عليكم كما كان يفعل أمير الصعاليك عروة بن الورد حينما يوزع الغنائم التي أتى بها الشعراء الصعاليك ويردد بيته الشهير (أُقَسِّمُ جسمي في جسوم كثيرة... وأحسو قراح الماء والماء باردُ) لعل وعسى أن يفكر مسؤولو البنوك أن يرفعوا رواتبكم ويملأوا أعينكم لكيلا يضطر أحدكم للسرقة كما فعل الصعاليك سلفاً! رباعيات: موظفو بنوك لكن طفارى والمشكلة هم يصرفون الملايين شباب في عمر الزهور وحيارى ما تلقى حتى بجيبهم حق بنزين!