كان سكان الحي الواحد في حائل يتحلقون حول النارالتي يسمونها» الشبة»، ويطهون وجبتهم الشتوية المفضلة، ما يعرف في حائل ب» شبة الحارة»، وهي عادة ما زالت موجودة في بعض الأحياء الحائلية. ويتولى المهمة شخص مختلف في كل مرة، يحدد باتفاق مسبق بين الأهالي، ويجتمع الجيران مرة أسبوعياً، ويعدون هذا الاجتماع، نوعاً من اللحمة بين أبناء الحي، فيجمع المكان نفسه، الجيران من مختلف الأعمار، ويتجاذبون أطراف الحديث ثم يتناولون وجبة العشاء. ويذكر ملقاط الشمري عمدة إحدى الحارات في حائل، أن حارته ما تزال متمسكة بعادة» الشبة الحائلية»، خاصة في ليالي الشتاء الباردة، حيث يجتمع أهل الحارة، في ليلة محددة، ويتحلقون حول طبق يعده أحدهم، وغالباً ما يتكرر هذا الاجتماع ليلة الجمعة من كل أسبوع، بعد تنسيق مسبق بين الجيران، ونتناقش حول أبرز أحداث الأسبوع الماضي، ويعتز الشمري بهذه العادة، كونها تعزز الترابط بين سكان الحارة، والمجتمع عموماً. وأضاف مذود السليمان، أحد أهالي الحارة» أن الليلة التي نعقد فيها» شبة الحارة» من أجمل ليالي الأسبوع، فالجميع يترقبها بشغف، لتنمية التواصل الاجتماعي، كما تفيدنا في التعرف على أحوال بعضنا، فنساعد المحتاج، ونواسي المهموم، ولذا نحرص عليها، ونرتب لها جدول مواعيد خاص، بحيث يعرف كل شخص دوره»، و يذكر السليمان أنه لم يتخلف يوماً عن» شبة الحارة» تحت أي ظرف.فيما ذكر المعلم مرضي العماش أن» شبة الحارة « عادة قديمة، إلا أن أهالي حائل يتمسكون بها، رغم الحياة العصرية، ويعتبرون العادات الموروثة من الثوابت التي لا يمكن تغييرها، بل ويفخرون بها. فيما علق د. بندر العادي قائلاً» محافظة أهالي حائل على عاداتهم، وتقاليدهم، رغم التقدم الحضاري، والتكنولوجي، والفكري في المملكة العربية السعودية، والعالم أجمع، واجتماعهم بهذه الطريقة، هو نوع من التواصل الذي أمر به الدين الإسلامي، كونها تقرب بين سكان الحارة الواحدة، وتعزز العلاقة بين الجيران.