الله يجعل كلامي خفيفا على الجميع اليوم، وأستأذن القارئ في السماح لي بفتح أحد الملفات التي أعتقد أنها قد تبدو ثانوية في الطرح ولكنها أساسية في الأثر. المتابع للصحف والمجلات يقرأ بشكل شبه يومي إعلانات عن إقامة مؤتمرات أو لقاءات أو منتديات أو تجمعات علمية يدعى إليها شخصيات من الداخل والخارج ممن يسمون بالخبراء والمختصين وأصحاب الفكر والمعرفة كي يتناولوا موضوعات مهمة بالنقاش والطرح. وخلال هذه اللقاءات يتم استعراض الموضوعات والقضايا بهدف الخروج بشيء ما! وبصراحة صادقة لقد حضرت عددا لا بأس به من هذه التجمعات، وعدا بعض العائد الشخصي من تبادل المعرفة أو التعرف على بعض الشخصيات المؤثرة، لا أعرف أن لقاء عاما خرج بأي نوع من الإنجاز إلاّ ما ندر. وأنا أتحدث هنا على مستوى وطننا الحبيب. ولا يخفى علينا جميعا أن هناك مبالغ مالية ومجهودات بشرية تتكبدها الجهات المنظمة والداعمة لمثل هذه اللقاءات كي يخرج اسمها ناصعا كمساهم في علاج القضايا وإحداث التغيير المطلوب. ولكن الواقع يخالف المأمول، والسبب أنه ليس هناك جهات تنفيذية يتم تشكيلها كجزء أساسي عند تنظيم هذه اللقاءات بحيث يتم تكليفها بجمع الأفكار والنظريات والتجارب وبلورتها في خطة أعمال مدروسة يخصص لها الدعم المادي والبشري ويحدد لها النطاق الزمني اللازم لمتابعة تنفيذ ما جاء فيها من توصيات ومشروعات من قبل الجهات المعنية وكذلك نشر نتائجها كي يرى ويقتنع المواطن بأن ما نقوم به من فعاليات ولقاءات تصب في مصلحة الوطن وليست مجرد هدر للأموال أو ذر للرماد في العيون لتلميع المظهر.