اختتم نادي حائل الأدبي، مساء أمس، ملتقى «حاتم الطائي»، بجلسة أقيمت في مدينة جبة، بإقامة جلسة تناولت المحور الرابع في الملتقى، الذي حمل عنوان «حاتم في الأدب العالمي». وشارك في الجلسة، التي رأسها الدكتور حمد السويلم، الدكتور رشيد العمرو، والدكتور عبدالله السالم، والدكتور أحمد إبراهيم محمد، الذي تطرق إلى شعر حاتم، معتبراً أنه غير مسبوق، فهو ينظر إلى الكلمة التي وصلتها، وطريقة ربطها بما قبلها وبما بعدها، وما اكتست به الكلمات والجمل من أحوال تعاونت على إبراز الفكرة، وتوضيح المعنى. ووصف هذا الاتجاه التحليلي بأنه لوحة فنية تتكامل فيها الأشكال والألوان، لتكوِّن لوحة فنية متكاملة لا يمكن وضع جزء منها مكان أخرى. وامتد الملتقى، الذي نظمه النادي بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، بينها «الشرق» برعاية إعلامية، لثلاثة أيام. وتضمن إقامة أربع جلسات حوارية وفعاليات مصاحبة. وأوضح الدكتور حسن الهويمل، خلال الجلسة الثالثة في الملتقى التي أقيمت صباح أمس في مدينة جبة بعنوان «حاتم الطائي وعبقرية المكان»، وأدارها الدكتور فهد الحواس، أنه أصدر قبل ثلاثين عاماً كتاباً عن حاتم الطائي بعنوان «حاتم الطائي وأسطورة الكرم»، وتحديداً عام 1400، عندما استضافته رعاية الشباب في حائل، مشيراً إلى أن الكتاب مخُزّن في مستودعات رعاية الشباب، مؤكداً أن بعض النقاد تحدثوا عن هذا الموضوع، ما بين متفق مع العنوان ومعارض له. وقال «عندما أتحدث عن شخصية حاتم الطائي، وعن سيرته منذ طفولته، أجد أن النقاد حاولوا أن يحوروا عبقرية الأمكنة»، مشيراً إلى أن «المتفق عليه أن حاتم الطائي من الشعراء المقلين بالاهتمام بشعرهم، فهو رقيق الحواس قريب من العبارة». وأضاف: «لأن حاتم من الشخصيات التاريخية، فشعره يمثل أخلاق الطائيين، وليس جاهليتهم». وفي المحور نفسه، قدم عيسى الحليان ورقة استفسر فيها عن كثير من الأحاديث، من أبرزها إمكانية الحفاظ على المناطق التاريخية، رغم التكتل الزمني، وعوامل التعرية، لافتاً إلى أنها سياسة تقوم على إسناد التاريخ، وقوائم الجغرافيا. وفرق الحليان بين هوية المنطقة التاريخية، والشؤون الاقتصادية التي تقوم عليها. واستعرض بعض الاقتراحات للملتقى، مثل إقامة ورشة عمل يشارك فيها عدد من أهالي المنطقة، وأن ينظم الملتقى كل عامين، والتواصل مع بعض الفعاليات الاقتصادية لصنع فيلم وثائقي لتجسيد شخصية حاتم الطائي. وفي الفترة الثانية من الجلسة، قدمت الدكتورة ورد مكاوي ورقة تحدثت فيها عن تجليات المكان والصورة الفنية عند حاتم الطائي، مستعرضة قصصا صورية عن كرمه، وبعض الصور الشعرية. من جهتها، قالت الدكتورة هيفاء العليان إن منطقة حائل تزخر بالثروات الحيوانية، والغطاء النباتي الغني، وأنها أرض صالحة للاستيطان، حسب العلماء الجيولوجيين.