لقد كانت فضيحة، دينية، وسياسية، وأخلاقية، أن يتحالف الإخوان المسلمون في ليبيا مع حلف الناتو، برعاية تركية لارتكاب المجازر في ليبيا. معمر القذافي، الزعيم الليبي السابق، كان رجلا مريضاً بالشوفينية، والهلوسة أحيانا، ولا يختلف اثنان بأنه ظلم الشعب الليبي، وأغلق عليه منافذ الشمس، وتبرع كثيراً من أموال الشعب الليبي لصالح ثوار، ومتمردين، أحياناً بالحق، وأحياناً بالباطل. وقد لاحقته طائرات النيتو إلى مسقط رأسه بأحدث الأجهزة، والصواريخ، إلى أن حصل ما حصل، «كِرْمَى لعيون» الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على المجلس الانتقالي الليبي. ترى أين حلف النيتو ممَّا يحصل في سوريا، لقد اخترعوا كذبة مفادها أنَّ القذافي قصف المتظاهرين بالطائرات في العاصمة طرابلس، وسقط مئات القتلى من المتظاهرين.. وعلى أساس هذه الكذبة علقت الجامعة العربية عضوية ليبيا، واجتمع مجلس الأمن، وقرر الحظر الجوي، وفسره حلف النيتو كما يشاء، دون رقيب، أو حسيب. دعونا نتذكر أنَّ إيران أرسلت وزير خارجيتها بعد «انتصار الثوار» لتقديم التهاني لحلفائها من الإخوان المسلمين في ليبيا، وأعربت عن استعدادها لتقديم المساعدات العسكرية للمجلس الانتقالي.. المتحالف مع النيتو برعاية تركية. من المفيد أن نتذكر أنَّ ما حصل في هذا البلد، وما سيحصل من مخاطر التفتيت، والمجازر، وانتهاكات الكرامة البشرية وحقوق الإنسان، كانت على يد ثوار الإخوان المسلمين. واليوم عندما تؤكد محكمة الجنايات الدولية، أنَّ سيف الإسلام القذافي تعرض لاعتداءات جسدية، أو جنسية، وهو أسير مستسلم، كما كان أبوه أسيراً مستسلماً أيضاً.. فإن هذا يثير المخاوف الجدية من الأخلاق، والقيم، التي يحتكم إليها الإخوان المسلمون، ويدافعون عنها جهاراً نهاراً، وأكثر من ذلك، فقد لفتني: أنَّ أقلاماً إخوانية معروفة كانت تتعمد التأكيد أنَّ ما قامت به الثورة الليبية بحق القذافي، وأولاده، عمل مشروع، وشرعي، وهذا منتهى الاستغلال الديني في السياسة.