دعت المربية السعودية المستثمرة في ميدان التربية والتعليم سحر بنت حمد المرزوقي إلى اتخاذ «قرار جريء» يقصر التعليم للأطفال الذكور في مراحل التعليم الابتدائية الدنيا (من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي) على المعلمات دون المعلمين. وقالت المرزوقي ل»الشرق» إن وزارة التربية والتعليم تدعم هذا التوجه وتشجعه في المدارس العالمية، مشيرة إلى أن 40% من تلاميذ المدارس العالمية في الرياض سعوديون، حيث يوجد في الرياض نحو عشرين مدرسة تطبق المناهج الأجنبية، ولفتت إلى أنها قابلت كثيرا من الآباء والأمهات الذين يحبذون تعليم أبنائهم في مدارس تطبق هذه المناهج، كما توقعت أن يرتفع عدد هذا النوع من المدارس إلى مائتي مدرسة بحلول العام المقبل 2013م. وأشارت المرزوقي إلى توجه السيدات بشكل خاص إلى الاستثمار في المدارس ذات المناهج الأجنبية، حيث بلغت تكاليف الاستثمارات حاليا نحو 250 مليون ريال، متوقعة أن يرتفع المبلغ إلى نصف مليار ريال بعد عامين. وبينت أنها تخطط لافتتاح «جامعة الفارس العالمية» كي تستوعب خريجي المدارس التي تطبق المناهج الأجنبية. مهنة نسائية بجدارة واعتبرت المرزوقي أن التعليم مهنة نسائية بجدارة، مشيرة إلى أن آخر إحصائيات المدارس الأهلية والعالمية في المملكة أكدت تفوق عدد المعلمات على عدد المعلمين بنسبة 72%، وأضافت «المرأة أطول بالا وأكثر صبرا، للمراحل الابتدائية الدنيا، التي يكون الطفل فيها صغيرا ويصعب على الرجل التعامل معه، فالتعليم يحتاج إلى تكرار وتركيز، والمرأة أكثر قدرة على التعامل مع الطفل في الصفوف الأولية»، مؤكدة أن «الطفل بطبيعته يتطلع إلى أن يكبر ويصبح رجلا وتدريس الرجل للطفل في المراحل الابتدائية العليا يُشعره أنه كبر وأصبح رجلا». وبينت المرزوقي أهمية فصل مبنى الصفوف الأولية من المراحل الابتدائية عن صفوف المراحل العليا، كي يتسنى للمعلمات التدريس لأطفال المراحل الدنيا، مبينة أن النظام موجود في أغلب المدارس الحديثة. مجتمع واعِ وأوضحت المرزوقي أن المجتمع السعودي أصبح واعيا، يهتم بالبحث عن الجديد في العملية التربوية، وقالت «نستقبل مواطنين يرغبون في إدخال أبنائهم مدارس عالمية، خصوصا بعد قرار السماح الأخير للسعوديين بارتياد المدارس العالمية داخل المملكة، معتبرة أن ذلك يعد مؤشرا على وعيهم بأهمية التعليم والبحث عن مستقبل أفضل لأبنائهم، ليحققوا فيه التنافس الوظيفي بعد تخرجهم». وذكرت المرزوقي أن الوزارة تدعم هذا التوجه، تحت عناية الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد ، وتساند هذه الخطوة وتشجعها، مشيرة إلى أن المدارس العالمية لا تتجاهل المناهج الدينية ولا مناهج اللغة العربية. قادرون على التأقلم وأبانت المرزوقي أن المدارس العالمية تطبق مناهج تعليم أمريكية، وبريطانية، وفرنسية، مؤكدة أن الصغار يمكنهم التأقلم مع تلك المناهج في مراحل تعليمهم المبكر بعد فتح مجال الانضمام إليها، وأشارت إلى أن هذه المدارس كانت متاحة لسفارات الدول الأجنبية ومخصصة لأبناء العاملين في تلك السفارات والجاليات التابعين لها. وأبانت أن أبرز المعوقات التي تواجه المدارس العالمية، هي نقص الكوادر المتخصصة، وبعض التنظيمات المالية التي لا تتواكب مع اقتصاد التعليم، إضافة إلى قلة الشركات والمؤسسات ذات المهنية العالية المتخصصة في الاستثمار التعليمي. موضحة وصول الاستثمار في ميدان المدارس العالمية في السعودية إلى 250 مليون ريال، متوقعة أن يصل في عام 2014م إلى قرابة نصف مليار ريال، في حين بلغت نسبة المعلمات السعوديات في المدارس الأهلية 20%، وأضافت «نخطط لعام 2017م إلى افتتاح جامعة للتعليم المتخصص لحاجة سوق العمل، وفق أنظمة دولية لا تقل عن مثيلاتها في أكثر الدول تقدما». سحر المرزوقي وإلى يمينها مساعدتها تالا (الشرق)