توجه نائب رئيس جمهورية مصر السابق وأبرز رجال المخابرات المصرية في السنوات الأخيرة، اللواء عمر سليمان، أمس إلى مقر اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية في ضاحية مصر الجديدة (شمال القاهرة) للاستعلام عن المتطلبات الإدارية والقانونية تمهيدا لتقديم أوراق ترشحه رئيساً خلفاً لحسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية قبل عام وثلاثة شهور. وفجر إعلان اللواء عمر سليمان نيته للترشح للرئاسة، حالةً من الجدل الشديد داخل الوسط السياسي المصري، واعتبر سياسيون ترشحه بدايةً للموجة الثانية من الثورة. ووصف المرشح لرئاسة الجمهورية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ترشح اللواء عمر سليمان بأنه إهانة للشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إسقاط النظام، مؤكداً على أن الثوار الذين أسقطوا رأس النظام قادرون على إسقاطه بالكامل. وقال «أبو الفتوح» على حسابه الشخصي على تويتر «معركتنا ثورة أو لا ثورة. ترشح من تفاوض باسم قتلة الثوار إهانة لمن ضحى بحياته لإنهاء الحكم الأمني. من أسقط النظام سيسقط أذنابه». من جانبه، رأى نائب مرشد جماعة الإخوان السابق الدكتور محمد حبيب، إعلان عمر سليمان ترشحه للانتخابات بأنه «رد على ترشيح القوى الإسلامية خيرت الشاطر»، وقال إن إدارة دولة كمصر «كبيرة على الشاطر»، مؤكدا أنه في حال دعم العسكر ل «سليمان» فسيدخل الأخير جولة الإعادة. واستبعد «حبيب» مهاجمة الإخوان لعمر سليمان، قائلا «سيكون هناك قدر من اللباقة في تعاملهم معه، كما أن الإخوان سيحسبون حساب أن يفوز سليمان»، مشددًا على أن «الشعب المصري سيرفض تكويش الإخوان على كل شيء». فيما اعتبر عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، الدكتور محمد محسوب، أن ترشح عمر سليمان للرئاسة يعد إعلانا لعودة النظام السابق، مضيفا «هم اعتقدوا أن الثورة انتهت، سيفاجَؤون بموجة جديدة من الثورة لإنهاء ما تبقى من النظام». وانتقد «محسوب» حالة التفتت التى تعانيها قوى الثورة وفصائلها السياسية، والتى نتج عنها قيام كل فصيل بالدفع بمرشح استخداما لحقه فى ذلك مما تسبب فى إهدار التوافق الوطنى ومنح الفرصة للنظام السابق أن يكون له مرشح أقوى من الجميع متحصنا بالمادة 28.وأضاف محسوب، عبر حسابه الشخصي على تويتر، منتقدا الوضع الحالى «سليمان يستخف بشعبنا، والعسكري يحصن قرارات لجنة الإشراف بالمادة 28، والأكثرية تجري خلف مصالحها القصيرة فعلى الثوار العودة للتحرير، الجميع دعم سليمان بالمادة 28 أو بالانكباب على كل سلطة أو بإقصاء أشقاء الثورة أو بالتنازع وعدم التوافق، لم يبق سوى الثوار لحمايتها ولو أن الأغلبية حريصة على الثورة فلتتراجع عن مرشحها ولتدعو القوى الوطنية لاجتماع توافق على التأسيسية ومرشح وحيد في مواجهة فلول النظام». وفى أول رد فعل على إعلان اللواء عمر سليمان ترشحه للرئاسة بعد أن اعتذر عن عدم الترشح سابقاً، نشر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان، على صفحته الرسمية على الفيس بوك، بيان الاعتذار الأول الذى أصدره سليمان، والبيان الثانى الذى أصدره قبل ساعات مقررا فيه الترشح، وكان الخبر مصحوبا بعدة صور جمعت سليمان مع رموز الكيان الإسرائيلى بيريز وشارون وباراك ونتنياهو وليفني. كما أعاد الحزب نشر جزء من البيان المشترك الذى أصدرته جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة يوم 3 مارس الماضى حيث أعلنا ترشيح المهندس خيرت الشاطر، وذكر البيان المشترك «وجدت الجماعة أن هناك تهديدا حقيقيا للثورة، ومن أهم مظاهر تلك التحديات، الدفع بمرشح رئاسي أو أكثر من بقايا النظام السابق، ودعمهم من فلول الحزب المنحل وأعداء الثورة لمحاولة إنتاج النظام السابق مرة أخرى».