مفرح السبيعي في حين لايزال العالم يردد أنه في انتظار أن يقوم بشار بعمل أحمق حتى يتسنى التعامل معه وردعه، يقوم الأحمق بحماقاته مجزأة، حتى أصبحت أفظع مما يتوقع، نكتفي نحن بإطلاق تصريحات القنابل الدخانية التي لن تفيد الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة، بل إنّ القنابل الدخانية يتم استعمالها كذريعة وكغطاء لممارسة جرائمهم في الظلام. ما كان ينبغي لممثلي الدول العربية أن يطلقوا تصريحاتهم إلا وطائرات إف 15 في الأجواء كان هذا هو القول الفصل، وليس إطلاق تصريحات تم استغلالها من قِبل النظام السوري وحلفائه بارتكاب جرائمهم، واتباع سياسة الأرض المحروقة، بحجة مواجهة الدعم الخليجي غير الموجود أصلاً، فدخول النظام لبابا عمر انتصار كبير له، وهزيمة ساحقة للمنادين بدعم الجيش الحر وتسليحه. استطاع النظام أن يفني سكانه بين قتيل وجريح، ويخفي جرائمه، وهذه المصيبة كان ينبغي الاستماتة بشتى الطرق دونها، للحيلولة دون تحقيق النظام السوري ذلك. لم يكن هناك أي مبرر لعدم التدخل العسكري المباشر، في تقديري كأننا أعطينا مبررات للنظام السوري ليقوم بهذه الإبادة بحمص وحماة وإدلب، أرى أنّ العرب هم المسؤولون أولاً وأخيراً. لقد تجاوزنا الأتراك في ثرثرتهم التي لم يكن أبلغ من رد عليها كرد وليد المعلم بأنه ليس لديه وقت للرد على كل تصريح من أردوغان ووزير خارجيته! يبدو أن النظام السوري يعمل بالمثل القائل «الكلب الذي ينبح كثيراً لا يعض». الحقيقة أنني لم أجد مبرراً لكل هذا التوسل والاستجداء للمحافل الدولية، وكأننا أمام قوة عظمى، أو كأن بيننا وبين سورية محيطات لا نستطيع الوصول لنجدتها، بينما لا تبعد دمشق سوى ساعات، كما أنّ قاعدة عسكرية واحدة كفيلة باجتياح سورية بكاملها، فلا ينبغي أن نحبس أنفسنا بمخاوف لا وجود لها أساساً، وهذا يقود إلى أخطار حقيقية سنندم كثيراً على الهروب منها.بلغ بنا البؤس أن نستريح لمفردة قفزت من مسؤول غربي هنا وشرقي هناك لنطارد تفسيرها ومغزاها أسابيع، بينما يذبح الشعب السوري، وليس هذا فحسب، بل شريحة معينة ومستهدفة، وهي السنة، وكأن النظام يريد الانتقام أو جعلهم أقلية بدلاً من كونهم الأكثرية الساحقة، بعد أن فشلت إيران وحزب الله في تشييعهم. إنّ أفضل الفرص في تقديري تتمثل في القيام بعمل عسكري خليجي تركي، يكون في رمضان الماضي، يوم قصفت حماة! لقد كانت تركيا مندفعة، وكان حلفاء النظام مترددين جداً، ولم يعزموا أمراً.إنّ الاعتماد فقط على دعم الجيش الحر نتيجته خاسرة مئة بالمئة، فسوف تستنزف أرواح الشعب السوري، خصوصاً السنة المستهدفة أساساً من هذه الإبادة. لقد كانت الخسارة الماحقة محدقة بطرف واحد هو نظام بشار ومحور إيران، من خلال عملية عسكرية تقليدية من جانب الخليج وتركيا. إننا سندفع ثمناً باهظاً لهذا التقاعس، وبعد أن تصبح مدن سورية رماداً، وقد خلت من أهلها السنة الذين سيكونون بين مقتول ومهجر، أو دويلة بجبال الساحل، وقد نجد جيش سوري جنوبي في الجولان، على غرار جيش لبنان الجنوبي، بعد نجاح النظام وأعوانه في توريط العلويين وبعض الطوائف بجرائم، وكان بإمكاننا منع ذلك مبكراً، فمن النصرة أن نمنع الآخرين من الظلم، وليس تركهم يتمادون في الظلم ثم نأتي لننتقم! من الواضح أنّ الكاسب الأكبر هنا هو إيران وإسرائيل، والخاسر الأكبر سورية والعرب، أما الغرب، فهو لن يخسر شيئاً مادام المستفيد الأول هو إسرائيل، ولن يتدخل الآن، سيتدخل لاحقاً لمطاردة القاعدة واحتلال سورية كما فعل بأفغانستان! أما إيران وحزب الله والعراق وروسيا، فلن يتوقفوا عن الدعم بأشكاله كافة! وفي تقديري هزيمة النظام السوري وأعوانه، أو انتصارهم، سيحدد مصيرنا -كخليجيين- بين البقاء أو الفناء.