يُطلق سكان مدينة بريدة على حي الصفراء بأنه قلب المدينة، لأنه منه تستطيع الانطلاق إلى جميع الجهات فيها لوقوعه في وسطها، فعلى أطرافه شرقاً تقع المدينة الرياضية، وجنوباً أسواق الصفراء، إضافة إلى قربه من المنشآت العملاقة وتحيط به من كل جانب، ابتداء بالمدينة الرياضية والجمعيات الخيرية، وكذلك كلية التقنية الزراعية. ويشكو سكان الحي من إهمال الأمانة له، وسيطرة العمالة عليه، وخصوصا في البقالات من قبل الأفغانية، مما دفع الكثيرين إلى تركه، فأصبح يضم الكثير من الجاليات العربية والآسيوية، إلى جانب شوارعه المتهالكة وجدران منازله تعبر عن حال أهله، مبينين أن معظم سكانه من المواطنين هجروه بحثا عن الراحة والبعد عن المشاكل الناتجة من كثرة العمالة والدخلاء على الحي رغم أهميته وتاريخه الخاص بمدينة بريدة. ويؤكِّد نايف الدويس، أنه كان يسكن بالحي وتركه قبل ست سنوات لصعوبة السكن بجانب العمالة، محملاً الأمانة والمواطنين مسؤولية هجر الحي من قبل سكانه الأصليين بقوله “المواطن هو من جلب العمالة الوافدة لحي الصفراء وأسكنهم بحثاً عن الربح المالي، إضافة إلى كثرة العزاب داخل الحي وخاصة من المقيمين العرب، ونحن لا نستطيع البقاء فيه”، وأضاف “بحثت عن منزل شمال مدينة بريدة وتمكَّنت من بيع المنزل الذي كنت أسكنه بحثاً عن الراحة وعدم الازعاج ولوجود خدمات متوفرة وشوارع نظيفة وليست متهالكة مثل شوارع الصفراء”. أما المواطن علي الوابلي، فذكر أنه كان يسكن بحي الصفراء بجانب الإسكان الجامعي السابق وكان الجيران مواطنين، وخلال سنوات أصبح الحي مختلطاً وغير معروف من يسكنه، إضافة إلى أنه أصبحت تكثر فيه المشاكل، وكذلك تحوَّلت شوارعه إلى أودية في حالة هطول أمطار غزيرة كما حدث قبل سنوات. إلى ذلك، ذكر أحد العمالة من الجنسية الأفغانية ل “الشرق”، أنه يسكن في الحي منذ عشر سنوات، ولاحظ أن السكان غادروه بعد كثرة وجود الوافدين في الحي، وأضاف “أنا أسكن وأعمل في بقالة بشكل نظامي مثلي مثل الآخرين، ولا تهمني الشوارع فأنا لا أملك سيارة وأتنقل سيراً من منزلي إلى البقالة. أما الدكتور رأفت أحمد (مصري الجنسية)، فبيَّن أن شوارع حي الصفراء تتحوَّل إلى كومة مياه تصعب الحركة معها لغالبية السكان عند هطول الأمطار. وأوضح أن رخص الإيجار جعل الحي أحد مقاصد غالبية المقيمين. من جهته، أكَّد وكيل أمين أمانة منطقة القصيم المهندس صالح الأحمد، أن حي الصفراء القديم محل الاهتمام، وتمَّ إنجاز ثلاثة أرباعه وتبقى جزء بسيط لحين انتهاء أساسيات البنية التحتية لبعض المرافق مثل الصرف الصحي والتمديدات والتجميل وغيرها، مضيفا أنه عند اكتمالها ستقوم الأمانة بالمعالجة وإعادة تأهيل الجزء المتبقي فور الانتهاء من ذلك. منظر للحي