شكا عدد من سكان المدينةالمنورة من تجمعات «الوافدة» داخل حي المصانع وقالوا إن كل شيء في هذا الحي يثير الغرابة والدهشة، فالعمائر الآيلة للسقوط تم تقسيمها إلى 25 غرفة في الطابق الأول وأكثر منها في الطابق الثاني.. وفي السطوح تجد الغرف المتجاورة يسكنها «الباكستاني والهندي والبنقالي والأفغاني وغيرها من الجنسيات الأخرى» في ظل غياب كامل للجهات الرقابية المسؤولة ومع هذه البانوراما المختلطة من كل الجنسيات يبدو وجود السعودي في هذا الحي «أمرًا غريبًا» تتحسس منه هذه العمالة. «المدينة» تجولت في حي المصانع وعاينت الصورة عن قرب. أنا المواطن الوحيد عند المدخل الرئيسي لهذا الحي وجدنا رجلًا ترددنا كثيرا من الوقوف أمامه وبجانبه عمالة وافدة أمام أحد المحلات التجارية قلت لزميلي المصور التقط صورة لهؤلاء الأشخاص والذي يتجاوز عددهم الخمسة أخبرني زميلي بأن من يتواجد بينهم سعودي توقفت بجانبهم وتحدثت معه من أجل التأكد وأنا بداخل سيارتي وقلت له ألا توجد بالحي عوائل سعودية؟ فأجابني المواطن: نعم لا يوجد سوى عائلة التركي وأنا من هذه العائلة واسمي محمد التركي (معلم متقاعد) وجميع العوائل السعودية تركت هذا الحي المعروف لما تجرعوه داخله من معاناة أبرزها العمالة الوافدة المتخلفة وأكمل: انني أغلق باب منزلي بعد صلاة المغرب ولا أخرج منه مطلقا. السيارات «الخربة» في كل زواية من الحي تطالعك السيارات الخربة والتي لا تعرف لمن تعود ولماذا لم تقترب اليها جهة ما لحملها من هذا الحي والغريب أن هذه السيارات باتت مع الايام غرفا للنوم وكمائن للاختباء، يمكنك أن تجد بداخلها صغارا او كبارا لا تدري لماذا هم قابعون وسط الحديد وما نوعية المخالفات التي يرتكبونها؟ ماذا قال الوافدون؟ استوقفت عاملًَا بنقاليًا وهو يرتدي الثوب السعودي المطرز يدعى أرشد ونعرف جيدًا أنه اسم مستعار قلت له أين تعمل؟ فأجاب بأن لديه محلا في احد الفنادق الكبيرة بالمنطقة المركزية وهو متجه إليه الآن كما انني أعمل مشرفًا على العديد من المحلات وشاركه الحديث حكيم الأفغاني قائلا: كنت قبل 22 سنة متواجدًا بحي المصانع الذي يذكرني في بداياتي عندما قدمت للعمل بالمدينةالمنورة.. هذا المبنى القديم مكثت به 13 سنة وتحديدًا في الدور الثاني كنت أنام بإحدى الغرف وكنت أستأجرها من أحد البنقاليين وأدفع له بالشهر 700 ريال خلال الثلاث سنوات الأولى من تلك الفترة وبعدها رفع السعر علي انا والعمال المتواجدين وأوصلها إلى 900 ريال.. غضبنا منه كثيرًا ولكنه لا يكثرث بهذا الغضب فالمستأجرون كثر.. هذا يغادر.. وذاك يحل مكانه.. أنا حاليًا أسكن بالقرب من مجمع الدخيل بسلطانة وتواجدت اليوم من أجل توفير 4 عمال من الجنسية البنقالية أو أي جنسية أخرى لإنهاء المشروع الذي أقوم به واكمل: إن حي المصانع تتواجد به العديد من المخالفات متعجبًا من قربه من الحرم المدني الشريف.