وصف أستاذ الفلسفة في جامعة الملك سعود، الدكتور حسن كامل، تقرير منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، الذي تحدث عن الفلسفة في المناهج الدراسية في 83 دولة، ب»التقرير الكاذب»، لأنه تجاهل دور المملكة ودول الخليج في تدريس الفلسفة، بل ونفى وجودها في جامعاتها ومدارسها. وقال كامل، في محاضرة قدمها بعنوان «الفلسفة.. أهميتها ومدارسها» في «خميسية الجاسر» بالرياض، صباح أمس، إن نموذج الاستبانة، التي اعتمدت عليها اليونيسكو لم تصل إلى أي جامعة، نافياً ما جاء في التقرير، ومؤكدًا أن جامعة الملك سعود تدرس ثلاثين محاضرة أسبوعياً في الفلسفة، وكذلك الجامعات الأخرى. وعقب المحاضرة، التي أدارها الدكتور أحمد حيزم، قال كامل ل»الشرق»: إن هناك دولا مثل ماليزيا تدرس الفلسفة في مراحل الدراسة الأولى، ويستمر حتى المرحلة الجامعية، موضحاً أن المملكة لم تصل بعد إلى هذا المستوى، ولكنه يتقدم، وأن الفلسفة فيها تدرس فقط في مرحلة البكالورويس، والدراسات العليا، مشيراً أن أكبر قسم يدرس الفلسفة هو قسم الدارسات الإسلامية في جامعة الملك سعود. وخلال المحاضرة، تطرق المحاضر إلى تعريف «الفلسفة»، موضحاً أنها كلمة يونانية الأصل معناها «حب الحكمة». وقال إن السؤال عن ماهية الفلسفة؟ «يعد سؤالاً فلسفياً قابلاً لنقاش طويل، وهذا يشكل أحد مظاهر الفلسفة الجوهرية، وميلها للتساؤل والتدقيق في كل شيء». وأشار كامل أن الفلسفة شهدت تطورات عديدة مهمة، من الإغريق، الذين أسسوا قواعدها الأساسية كعلم يحاول بناء نظرة شمولية للكون ضمن إطار النظرة الواقعية، إلى الفلاسفة المسلمين الذين تفاعلوا مع الإرث اليوناني، إلى فلسفة العلم والتجربة في عصر النهضة، ثم الفلسفات الوجودية والإنسانية، لافتاً إلى أن الفيلسوف الكندي، هو الفيلسوف الوحيد من أصل عربي. وتوقف كامل عند «ديكارت» وتساؤله عن الطريقة الصحيحة للوصول إلى معرفة جميع الأشياء، وقال: «انطلق ديكارت من الإقرار بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم التسرع في إصدار الأحكام التي لم تستمد من العقل».