الكره داء عضال يتعب القلوب ويغلق الدروب... الكره في أجزاء كثيرة منه هو تصور وليس حقيقة، أحياناً ينبني على سوء الظن، وسوء الظن في مجتمعنا حكايته حكاية! لا يصلح أن تكون مباشراً وصادقاً، فعندها تنعت «بالصحيٍح»! أو تبدأ علامات التعجب «وش قصده»! أحياناً يسيطر الإحساس بالاضطهاد الذي تشتهر به الذهنية العربية فتقلب الأمور رأساً على عقب ويبدأ تأويل الأمور بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان. لن أكون واعظاً وأبشر بأن الناس مازالت بخير والطيبون كثيرون الخ، هذا الكلام شبعنا منه.. ولكن أقصد يجب رؤية الأمور على ما تحتمله ليس أكثر من ذلك. لوكان هناك مفتاح سحري يفتح قلوب الناس ليحسنوا الظن لاخترعناه، ولكن كل ما نطمح إليه هو أن يلجأ الناس إلى التفكير السوي الذي يضع الأمور في وضعها الطبيعي دون تضخيم أو إقلال، بمعنى ألا يحس بالجرم كل من نوى أن يحسن الظن. أعط الناس فرصتها لإثبات نواياها ولا تسارع في إقرارها فتكون فريسة لقول أبي الطيب المتنبي «فيك الخصام وأنت الخصم والحكم». كثيرا ما أسارع بالضحك على بعض الأصدقاء حينما ينعتون أحداً لسبب تافه، مثل لماذا لم يحيينا بحرارة! أو لماذا لم يسلم علينا! يا أخي يمكن صاحبنا مزاجه سيئ هذا الصباح لأشياء حدثت له فصار شارد الذهن فلم يرنا.. «أعقل الناس أعذرهم للناس» وليس أكرههم.. الكره يتعب قلب صاحبه أكثر من المكروه، لأن المكروه في أغلب الأحيان لا يدري عن هذه الكراهية. الكراهية غول أسود يغتال الابتسامات في أرحامها، ولا نستطيع أن نبيع عصير الابتسامات في محلات الشاورما!