الحمد لله رب العالمين القائل في محكم آياته «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» والصلاة والسلام على معلم البشرية سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: تشهد بلادنا نهضة تنموية شاملة وقفزات نوعية لا مثيل لها في جميع المجالات، حتى غدت أنموذجا فريداً في تحقيق الرفاهية والتنمية المستدامة وفق ثوابت العقيدة الإسلامية والقيم الأصيلة، والاستثمار في العنصر البشري من خلال التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتعزيز مقومات مجتمع المعلوماتية. وتتنامى أهمية التفوق والإبداع العلمي في يومنا الحاضر مع ازدياد تحديات مجتمع المعرفة حيث الإبداع والتعلم المستمر وسرعة الاستجابة للمتغيرات والمستجدات بكافة أنواعها والتعامل معها بكفاءة وفاعلية. وتولي قيادتنا الرشيدة – أيدها الله- المتفوقين والموهوبين والمبدعين عناية واهتماماً خاصاً قياساً على الآمال المتوقعة منهم في بناء ودعم مسيرة التنمية المستدامة لبلادنا الغالية، فالوطن يعتمد بعد الله على أبنائه المخلصين الأوفياء الذين يدركون ويقدرون قيمة ومعنى الوطن ومكانته. لهذا أدركت الدولة – رعاها الله- أهمية التكريم وبلوغ الأثر منه فسعت جاهدة لتبني العديد من الجوائز التي تخدم العديد من المجالات التخصصية وتزيد من مساحة التميز والبذل والعطاء. وتأتي جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي في دورتها «ال 24» ذات الريادة الحقيقية ومشعل البداية في عالم الجوائز لتعمق التفوق والتميز في التحصيل الدراسي لطلاب وطالبات المنطقة بجملة من الأهداف الرامية إلى تشجيعهم على التفوق العلمي والتميز الدراسي، وترسيخ القيم الفاضلة في نفوس الناشئة، وبث روح المنافسة الشريفة بينهم. إن جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي والتي نحتفل بنتاجها اليوم أصبحت إنجازاً علمياً متميزاً تمثل جودة التفوق التي طبعت في نفوس طلاب وطالبات المنطقة الشرقية أجمل الأثر وروح التنافس للوصول إلى أعلى مراتب التفوق. لذا فإن هذه الجائزة تركت بصماتها الواضحة في مسيرة التعليم في هذا الجزء الغالي من بلادنا. ويسعدنا بهذه المناسبة أن نهنئ أبناءنا وبناتنا على فوزهم بجائزة سموه للتفوق العلمي، متمنين لهم مزيداً من التفوق والإبداع ومستقبلاُ مشرقاً – بإذن الله – في خدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم. ختاماً أرفع بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أسرة الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية أسمى آيات الشكر وعظيم العرفان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية راعي الجائزة – حفظه الله – على توجيهاته ودعمه المستمر لقطاع التربية والتعليم بالمنطقة، وتبنيه ودعمه للجائزة، والشكر لصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود – حفظه الله – على دعمه ورعايته لفعاليات ومناشط التعليم بالمنطقة. كما أتقدم بالشكر لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم على توجيهاته المستمرة بالارتقاء المستمر بالعملية التربوية والتعليمية في بلادنا الغالية. والشكر موصول لفريق العمل بالجائزة على جهودهم المخلصة وكل من له فضل بعد الله في دعم مسيرة التفوق والإبداع. سائلاً المولى عز وجل أن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والاستقرار والازدهار وأن يحفظ لها قائد نهضتها ورائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين.