تعلمت منذ صغري في بيتي ومدرستي، لكي أكون عبداً صالحاً عليّ أولاً بتحقيق أركان الإسلام، شهادة ألا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله إن استطعت إليه سبيلا، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله والتقرب إلي الله بالنوافل، والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وإن استطعت وجاهدت نفسي قدر المستطاع من الممكن أن أكون عبداً صالحاً. هذا ما تعلمته في البيت والمدرسة ومن المجتمع. أما ما تعلمته عن حب الوطن في البيت والمدرسة، فهو ترديد النشيد الوطني، تحية العلم، ودراسة تاريخ الوطن، من فتوحات وانتصارات، والتفاخر بتاريخي العظيم العريق، وتشجيع المنتخب الوطني حينما يلعب مع أي بلد آخر، أو تشجيع الفريق الذي أحبه حينما يلعب مع أي فريق آخر، والالتزام ببعض القوانين، واحترام إشارات المرور. وسؤالي هل إذا فعلت هذه الأشياء السابقة أكون مواطناً صالحاً؟ أنا أريد أن أكون موطناً صالحاً فمن أسأل حتى يجاب على سؤالي؟ أنا أضع بين أيديكم دمي وحياتي ملكا لوطني وأريد رفعته، فماذا أفعل؟ أنا خائف على وطني وأرى كثيرين يتربصون به يستعدون لهدمه، كل ما أريده إجابة شافية وافية، كيف أكون مواطنا صالحا؟ لو أنني عامل أو موظف أو عاطل لا أعمل، كيف أكون مواطناً صالحاً؟ لم تعلمني مدرستي سوى تحية العلم والأناشيد الوطنية، فهل الأناشيد دليل على حبي للوطن، أم دليل على أنني مواطن صالح؟ أريد أن أعرف حقوق الوطن الواجبة عليّ حتى أكون مواطنا صالحا، أعلموني وعلموني، كي لا أقع فريسة سهلة المنال في أيد أعداء الوطن! علموني قيمة الوطن وأراضيه حتى أستطيع فعل المستحيل، وأقاوم كل من يحاول خداعي وبث سمومه بداخلي كي أخرب ولا أعمر. امنحوني بعضاً من أوقاتكم واجلسوا معي، فأنتم الآباء والكبار، ولكم على حق الاحترام والتوقير والطاعة، ولي عليكم حق النصيحة والرحمة. علموني حتى إذا احتجتم إليَ وجدتموني سنداً لكم، أم أنكم ترون أنني لا أستحق وقتكم ورحمتكم؟ أقولها بصدق من القلب يا أبائي يا زعمائي يا قادة وطني أنا شاب وأريد أن أكون مواطنا صالحا وأحتاج إلى وطني فهل وطني يحتاج إليّ؟