ما إن تطالب بحقوق المرأة حتى تُتهم بالعلمانية وبالأمركة والتغريب، وتتهم بعداوة الصحوة التي أسميها شخصيا «النومة» فالإسلام هو الإسلام بدون تصنيفات ومسميات منذ الأزل! وإن كانت هناك صحوة فأطلقوها على عقولكم بعد السبات العظيم فالدين واحد لا يصحو ولا ينام إنما نحن الذين نمنا ولم نصحُ بعد. الفكر الإسلامي السليم غير قابل للتطرف، فالتطرف إن دخل بالإسلام أخرج الإرهابيين وإن دخل بالكفر أخرج الطغاة، والفكر الإسلامي السليم لا يحتاج إلى ثورة لاستيعابه وتطبيقه. فالحركة الإسلامية التي تدعى بالصحوة جاءت وفق مطالب سياسية عندما قادها الإمام الخميني لإسقاط السلطة الإمبراطورية الأمريكية على إيران حتى بدأ الحس السياسي يتبلور في الفكر الإسلامي وبدأ التخبط في الفصل بين مفهومي السياسة والإسلام، حتى وصلنا تدريجيا إلى الحكومات الإسلامية والتيارات الإسلامية التي تحكم البلاد العربية على الطريقة (السياسلامية)! نعود للمرأة المسكينة التي لم ينصرها شيء مثلما نصرها الإسلام ولم يظلمها أحد كالبلاد الإسلامية، حين يكون هناك خلط آخر بين العادة والدين فليست الإشكالية في الشخص نفسه بل ربما في المناهج الدينية التي تلقاها سابقا. فلم أسمع أن الرسول احتاج إلى مُعّرف لنساء المؤمنين والصحابيات، ولم أسمع قضاة الصحابة في صف الرجال ولم أسمع عهداً سلفياً ذكورياً. في الحقيقة المجتمع في حاجة ماسة لاستيعاب المفاهيم والمصطلحات والفصل بينهما لعدم اللبس سواء بين السياسة والإسلام أو بين التقليد والدين أو بين القوة والرجولة وبين حق المرأة و»طول لسانها». الزبدة: تحتاج النهضة العربية إلى قيادة فكرية سلمية وغير متطرفة.