جاءت الشريعة الإسلامية بالمساواة بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، وذلك في آية كريمة: «ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنةَ ولا يظلمون نقيرا». وكذلك المساواة في أصل التكليف، لكن ولما تقرر من الفرق بين الرجل والمرأة في البنية الجسدية والعقلية فإن الشريعة الإسلامية من تمام عدلها جعلت للرجل تكاليف تختلف عن تكاليف المرأة، أي أن المسألة لا يعني أن الرجل أفضل من المرأة، أو أنه في مرتبة أفضل منها، ولم يثبت هذا في كتاب أو سنة، رغم لي عنق بعض النصوص الدينية ثم استخدامها في سن بعض القوانين المجحفة بالمرأة، لأننا نرى القوانين التي يتم التعامل بها تجعل الرجل دائما في المرتبة الأولى، وهو الوصي على المرأة في جميع شؤونها، بينما لا يسمح للمرأة بأن تكون وصية على نفسها. أعلم أن البعض سيستنكر هذه الفكرة، ولكن لم لا؟ أليس كلاهما إنسانا ومن جنس البشر؟ ما الفرق الذي يجعل الرجل هو الوصي على المرأة؟ هل بسبب الفروق البدنية فقط؟ المرأة تتميز على الرجل بقوة التحمل، كما تثبت الدراسات ، وهي أطول عمرا من الرجل، فلم لا تكون وصية على نفسها على الأقل؟ الفكرة أصبحت سخيفة حينما نقول بها على هذا المنطق لتعلموا فقط أن وصاية الرجل على المرأة لا تعدو كونها فكرة سخيفة، ويجب أن يتم التوقف عنها، وعودة الأمور إلى مسارها الصحيح. مكانة المرأة في الإسلام مكانة عظيمة وعميقة لها معنى ولها حيز من الحياة، لم يهمش الإسلام يوما المرأة أو يدعو إلى إقصائها بينما نجد الواقع الذي يدعي استناده على نصوص الإسلام يقصيها، ويحجم من شأنها، مكانة المرأة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأيام الصحابة كانت أكبر بكثير مما هي عليه اليوم، فقد كانت المرأة أما وزوجة وعاملة ومجاهدة وتروي الأحاديث وتفتي في الدين بل وتدخل في السياسة وتساعد الحاكم وتشير عليه، كما في قصة أم سلمة مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم هذه الانتكاسة في حق المرأة؟