قال شهود عيان إن المسلحين الإسلاميين الذين يقاتلون إلى جانب متمردي الطوارق في شمال مالي حاولوا فرض الشريعة في تيبمكتو اليوم الثلاثاء. وبحسب أحد سكان البلدة القديمة، أبلغ الإسلاميون الذين ينتمون إلى فصيل أنصار الدين محطات الإذاعة المحلية بالتوقف عن إذاعة الموسيقى الأجنبية كما طالبوا النساء عبر الاذاعة بارتداء التنورات والفساتين بدلاً من السراويل. وتقاتل حركة أنصار الدين الإسلامية من أجل استقلال شمال مالي إلى جانب الحركة الوطنية من أجل تحرير ازواد، وكانت تيمبكتو آخر بلدة من ثلاث أخريات استولى عليها المتمردون مطلع الأسبوع الحالي حيث يريدون تحرير المنطقة التي يسمونها ازواد. وتمتد من حدود مالي مع الجزائر والنيجر حتى نهر النيجر على بعد كيلومترات قليلة خارج تيمبكو، ويوجد بالبلدة، المدرجة على قائمة منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، عشرات من المكتبات التي تضم مخطوطات قديمة زاخرة بالمؤلفات العربية حول الفلسفة الأفريقية وحقوق الإنسان وعلم الفلك، ولم يتم على الاطلاق توثيقها رقمياً، وهناك مخاوف من فقد التاريخ الثقافي لمنطقة الساحل إلى جانب السيطرة الحكومية وتقهقرت قوات مالي من تيمبكتو وبلدتي جاو وكيدال بعدما استولى الجنود الثائرون على السلطة في انقلاب 22 مارس الماضي، ويحتج الجنود على قلة الموارد لقتال المتمردين ولكن يقول المحللون إنهم حققوا هدفهم وهو ما لن يسمح للحركة الوطنية من أجل تحرير ازواد بالمضي قدما في مخططهم. وفرض رؤساء الدول المجاورة الذين ينتمون إلى التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أمس الاثنين عقوبات قاسية على المجلس العسكري في باماكو بينها خطوات اقتصادية ودبلوماسية ترمي إلى إرخاء قبضتهم على السلطة. وكان قائد الانقلاب كابتن امادو سانوجو قد قال إنه سوف يعيد دستور مالي ولكن زعماء ايكواس اعتبروا أمس أنه أخفق في تحقيق وعده د ب أ | داكار