اعترفت نحو 83 دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا «2» في إسطنبول أمس بالمجلس الوطني السوري ممثلاً وحيداً للسوريين، في الوقت نفسه، أكد وزير خارجية المملكة، الأمير سعود الفيصل، أن النظام السوري مصر بوضوح على انتهاج الحلول القمعية غير عابئ بالحلقة الإنسانية والسياسية لهذا النهج.وقال الفيصل في كلمة ألقاها في مؤتمر أصدقاء سوريا «مر علينا عام ونحن نحضر اجتماعاً تلو الآخر نراوح مكاننا فيما تتفاقم الجرائم ضد الإنسانية دون الخروج بنتائج تحمي الشعب السوري».وتمنى الفيصل أن يكون هذا الاجتماع نقطة تحول للجمع بين التخفيف عن الشعب السوري وتوفير الحد الأدنى من وسائل الدفاع المشروعة للذود عن نفسه وعرضه.وأضاف «تعيين شخص معروف بالحكمة لا يكفي مالم نوفر له مرجعيةً قوية في شكل قرار من مجلس الأمن يعكس مسؤوليات هذا المجلس في حفظ الأمن والسلام».بدوره، اعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن بقاء الرئيس السوري «فاقد الشرعية»، حسب وصفه، بات أمراً غير ممكن لأنه يقوم بظلم شعبه. ووجَّه أردوغان، الذي افتتح أمس في إسطنبول النسخة الثانية من «أصدقاء سوريا»، خطابه للأسد قائلا «إن بقاءك في الحكم غير ممكن، وأنت تظلم شعبك».ولفت إلى أن المجلس الوطني السوري يمثل الشعب وسيتم التوافق عليه من باقي مكونات المعارضة، مذكِّراً بأن المجلس أصدر في وقت سابق وثيقة أكد من خلالها عدم التمييز بين الناس على أساس مذهبي أو ديني أو عرقي مع ضرورة مراعاة جميع الأعراف الدولية وحقوق الإنسان.وطالب أردوغان النظام السوري بوقف إراقة الدماء، لا سيما أن دمشق لم تنفذ حتى الآن خطة المبعوث الأممي العربي كوفي عنان، داعيا في ذات الوقت إلى معاقبة ومحاسبة من قتل الأبرياء في سوريا الجريحة.ووضع رئيس وزراء تركيا بلاده ضمن الدول الداعمة لخطة كوفي عنان، وأبدى قناعته بأن النظام السوري بات يستخدم وعوده كوسيلة لكسب الوقت فقط.وطالب مجلس الأمن بالقيام بما يجب القيام به لوقف المذابح في سوريا ودعم الشعب السوري ليدافع عن نفسه، مؤكداً على أنه لا يجوز السكوت عمّا يحصل بسبب مصالح جيوسياسية.وفي ذات السياق، رأى وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أن العمل المضني الذي يقوم به كوفي عنان يجب أن يُحدَّد له وقت واضح، إذ من غير المقبول الاستمرار في عمليات القتل والقمع في الوقت الذي يتحدث فيه النظام مع المبعوث المشترك للسلام.ونبه وزير الخارجية القطري إلى أن أساليب النظام السوري في شراء الوقت يجب أن لا تنطلي على أحد، «فطول أمد الأزمة السورية ليس في مصلحة سوريا ولا مصلحة دول المنطقة ولا المجتمع الدولي»، على حد قوله.من جانبه، تصور وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن تشهد سوريا الجديدة تعافياً اقتصادياً يراعي التنمية التي يحتاجها الشعب السوري، وهو أمر يستدعي مساعدة ودعما بشكل أكبر على كافة الأصعدة، «فالوضع في الداخل السوري سيتحسن وسيكون أمام الشعب السوري مستقبل باهر»، حسب توقعه.صوقال «سنرى ما سيحدث وما سيتمخض عنه تقرير عنان وسننظر حينها بكل الطرق والبدائل خلال الأيام القادمة، فالناس قتلوا بالرصاص، ومن ثم بالقذائف من دبابات الأسد ونظامه، ومن هذه الزاوية نرى أحقية الشعب السوري في الدفاع عن نفسه».