رزق الله بلادنا بخيرات وفيرة من النفط ومثلها من معادن أخرى لم تستثمر بعد، هيأت لبلادنا دوراً عالميّاً مؤثِّراً في الاقتصاد الدولي؛ ومكانة سياسيَّة فاعلة في أمتينا العربيَّة والإسلاميَّة خاصَّة وفي العالم عامَّة، وأنعم الله عليها بقيادة سياسيَّة حكيمة في ظلِّ عالم معاصر مضطربٍ اقتصاديّاً وسياسيّاً وعسكرياً، قيادة تمثَّلت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدَّد خطاه- لمواصلة أدواره الوطنيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة والعالميَّة، فآمال شعبه وطموحاته معلَّقة بعد المنعم عليهم بخيرات بلادهم بقراراته الوطنيَّة الحكيمة المستمِدّ دوافعها وأفكارها من ذاته ومن طروحات المخلصين من أبناء وطنه وبناته، مَنْ يكون في مواقع المسؤوليَّة أو مَنْ هم في مواقع الوطنيَّة، ممَّن تدفعهم عزماتهم الوطنيَّة للإصلاح، فالتطوير رفعة للوطن وللمواطنين وتأكيداً لدور الأب القائد المتطلِّع لغد مشرق بتنمية حقيقيَّة يتجاوز فيه وفيهم المشكلات والمعوِّقات التنمويَّة والأزمات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، لذلك فمناداتنا الأب القائد أبا متعب بآمالنا وأفكارنا في صحيفة الشرق تفاؤلاً بمسمَّاها وبإشراقها صدوراً في عهده، آملين ملامستها مسامعه ووقوعها تحت ناظريه -حفظه الله-، مناداة سأحرِّر بعضها أفكاراً أوجزها بالآتي: – أبا متعب: حقَّقت بلادنا دخلاً وطنيّاً مرتفعاً وأمناً واستقراراً وتنمية واسعة في كلِّ المجالات ولمعظم المواطنين، ولكنَّ معاناة شريحة من المواطنين تحفزني لهذا الطرح وتستحقُّ منكم نظرة خاصَّة. – بلادنا ذات الطبيعة الجغرافيَّة الصحراويَّة تتطلَّب منَّا شكراً لله على خيراتها حمايتها من مسيئينا، إذْ تزداد تصحُّراً بعوامل بشريَّة معروفة ويمكن علاجها أو الحيلولة دون تفاقمها، فهل يفعِّل الوطن تشريعاته السابقة ويدعمها بمستجدَّة لتحدَّ من الرعي والاحتطاب الجائرين؛ لنتلافى العواصف الغباريَّة وتصحُّر الأراضي الزراعيَّة؟!. – بلادنا تعاني تلوُّثاً بيئيّاً بالمبيدات وبالنفايات وبالإشعاعات وبالغازات وبغبار الصناعات في تربها وهوائها ومياهها الجوفيَّة وبيئاتها البحريَّة؛ ممَّا انعكس سلباً على سكَّانها وكائناتها النباتيَّة والحيوانيَّة، فهل من هيئة وطنيَّة لمكافحة التلوُّث البيئيِّ توقفه أو تحدُّ منه بتشريعات وطنيَّة مستجدَّة وبتفعيل أخرى سابقة وبمتابعة ميدانيَّة؟. – بلادنا تُستنزف مياهها الجوفيَّة بزراعات تقليديَّة، وتهدر مياه مشروعاتها لتحلية مياه البحر بصناعات استهلاكيَّة، فالقمح والبرسيم والنخل والأثل تستنزف مياهنا، ومردودها لا يساوي تكاليف المياه إنتاجاً واحتياجاً حين نضوبها، ومؤشِّرات ذلك تتطلَّب سياسات وطنيَّة لمراجعات تدفع الخطر الداهم بنضوبها، فهل من هيئة وطنيَّة لمكافحة استنزاف المياه وهدرها بتشريعات وطنيَّة ترشِّدها وتمنع إنتاج القمح والبرسيم والتمر واللبن والماء المعبأ للتصدير، بل ولدراسة مقارنة بين إنتاجها واستيرادها في ظلِّ تناقص المياه. – بلادنا تعاني فوق مشكلاتها تلك أزمات اقتصاديَّة واجتماعيَّة ولَّدت أمراضاً عضويَّة ونفسيَّة يعانيها معظم المواطنين فقلَّصت مشاركاتهم الإنتاجيَّة بل وجعلتهم من معوِّقاتها التنمويَّة، وأضعفت انتماءاتهم الوطنيَّة بل وجعلت منهم مشكلات أمنيَّة، فارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض دخول معظم أولئك أو معاناتهم من البطالة وسَّع شريحة الفقر وما يتولَّد عنه من مرض وتسوُّل وانحراف وجريمة، وأسعار الأراضي وتكاليف تعمير المساكن أنتجت أزمة في السكن وبظهور الأحياء العشوائيَّة بأطراف المدن مفرزة مشكلات اجتماعيَّة وخدميَّة. – بلادنا في ظلِّ مشكلاتها وأزمات مواطنيها، ارتفعت فيها معدَّلات عنوسة بناتها وعزوف شبابها عن الزواج؛ ممَّا ستكون له آثار ديموغرافيَّة سلبيَّة على الشباب في الأجيال القادمة تضعف قدرات الوطن التنمويَّة والأمنيَّة كنتائج تابعة، لتصل بلادنا لمرحلة الشيخوخة كما وصلتها بلاد أخرى. – أبا متعب بنات الوطن بناتك وحفيداتك عانين بدايات عملهنَّ بالوظائف الحكوميَّة قبل أربعين سنة من العنوسة لعضل آباء محتاجين أو جشعين ليحتفظوا برواتبهنَّ، ويعانين عنوسة معاصرة لعدم حصولهنَّ على وظائف حكوميَّة تحفز الشباب المحدود الدخل أو العاطل عن العمل للتقدُّم لهنَّ لتكوين أسر صغيرة، فحفيداتك ينادين يا جدَّنا أبا متعب عنَّستْ خالاتنا وعمَّاتنا ونخشى أن نكون على طريقهنَّ سائرات، وأحفادك ينادونك يا أبا متعب ما استطاع أعمامنا وأخوالنا الزواج لضعف دخولهم أو لانعدامها، ونخشى السير في طريقهم، بل وارتفعت نسب الطلاق بتأثير أعباء الحياة. – أبا متعب وطننا وطن الخير ينعم به ملايين الوافدين وملايين المقيمين بإقامات غير نظاميَّة، وشباب الوطن المؤهَّلون وغير المؤهَّلين يعانون البطالة أو ضعف الدخول، والتَّستر والعمل غير النظاميِّ وآلاف الشهادات العليا المزوَّرة لوافدين وسعوديِّين أسباب رئيسة في ذلك، فهل من إرادة من القائد وهبَّة وطنيَّة تكشفها فتزيحها وما نتج عنها من فساد إداريِّ وماليٍّ حرم ملايين المواطنين والمواطنات من العمل والمشاركة بتنمية بلادهم؟!. – أبا متعب: وطننا وطن الخير وبناته يحال بينهنَّ وبين العمل امتطاءً لشرط الإقامة خوفاً عليهنَّ من حوادث الطرق، ومن العمل في محلاَّت بيع الملابس والاحتياجات النسائيَّة خوفاً عليهنَّ من الذئاب البشريَّة، والجوع والفقر والمرض ينهش أجسادهنَّ، ويجعلهنَّ صيداً سهلاً للذئاب البشريَّة مواطنين ومقيمين، فهل ترضى ذلك لبناتك وحفيداتك يا أبا متعب؟! نعلم أنَّك لا ترضاه، فهل يعجزك حلَّه، نعلم أنَّ ذلك بمقدورك فقف معهنَّ ضدَّ مسؤولين ومتشدِّدين سيكشف الزمن زيف مواقفهم ويؤكِّد سلامة موقفك. – أبا متعب: مشكلات الوطن ومعوِّقات تنميته، ومشكلات المواطنين وأزماتهم بين يديك، والله أنعم على بلادنا بخيرات وفيرة، فلتوجِّهها حفظك الله قائداً للوطن وأباً وجدّاً لأبنائه وبناته لحلول مشكلاته وإزاحة معوِّقات تنميته، ولعلاج أزماتهم. – فلتخفَّض رسوم الخدمات الحكوميَّة بواقع 50% لمن هم أقل من 35 عاماً من أبناء الوطن وبناته؛ لتخفيف أعباء الحياة، ولتخفَّض تلك الرسوم على المنشآت والشركات بواقع 5% عن توظيف كلِّ مواطن أو مواطنة، وليقدِّم الوطن وقائده هدايا أعراس لكلِّ زوجين أقل من 25 عاماً حين زواجهما، ومنحاً لأراضٍ سكنيَّة لمن يستمرُّ زواجهما فوق خمس سنوات، ولتخفَّض سنوات انتظار القرض العقاري عن كلِّ طفل سنة واحدة، فمثل تلك التخفيضات ستجدِّد شباب الوطن وتخفض مستوى الانحرافات والجريمة فيتوطَّد الأمن للوطن والمواطن.