خلَّف ملصق انتخابي في النمسا أزمة سياسية بين الرباط وفيينا، حيث نصّب المغرب نفسه طرفاً مدنياً في الدعاوى المرفوعة من قبل الجالية المغربية ضد حزب الحرية اليميني المتطرف، على خلفية نعته المغاربة باللصوص. ووظّف الحزب اليميني عن طريق “أوكوست بيننس” أحد مرشحيه لعمودية مدينة إينسبورك، ملصقاً دعائياً كُتب عليه “حب الوطن عوضاً عن المغاربة اللصوص”، وهو ما اعتبرته الجالية المغربية المقيمة في النمسا تشهيراً وحرباً عنصرية، علماً بأن الحزب راكم سوابق متعددة في العنصرية، حيث سبق لإحدى مرشحاته التطاول على الرسول الكريم، كما أن زعيمه هانز كريستيان يدعو في خطاباته إلى اقتلاع المسلمين من النمسا وأوروبا حفاظاً على جذورها المسيحية. بدورها، استدعت الخارجية المغربية، التي يقودها الإسلامي سعد الدين العثماني، السفير النمساوي في الرباط لإبلاغه استياء الرباط وتنديدها الشديد لما أقدم عليه الحزب اليميني المتطرف من شعار مسيء للمغاربة المقيمين في النمسا، وطالب “العثماني” السلطات النمساوية باتخاذ ما سماه “الإجراءات المناسبة” لضمان حماية المغاربة المقيمين في النمسا ضد كل أشكال التشهير والتصرفات العنصرية أيا تكن الظروف. كما قررت الدولة المغربية تنصيب نفسها طرفاً مدنياً في الدعاوى المرفوعة٬ خاصة من طرف ممثلين للجالية المغربية في النمسا٬ ضد “حزب الحرية”. وذكر بيان للخارجية المغربية أنه على خلفية استعمال حزب الحرية النمساوي اليميني المتطرف ملصقا انتخابيا يتضمن إساءة واضحة للجالية المغربية المقيمة في مدينة إنسبروك٬ قررت الدولة المغربية تنصيب نفسها طرفا مدنيا في الدعاوى المرفوعة٬ خاصة من طرف ممثلين للجالية المغربية في النمسا٬ ضد الحزب السياسي المذكور٬ وذلك طبقا للقوانين الجاري العمل بها في النمسا، وتم تكليف سفارة المملكة المغربية بالشروع في القيام بالإجراءات القضائية والقانونية الملائمة. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين تدهوراً كبيراً خاصة في ظل الاستياء الذي عبر عنه الشارع المغربي عقب هذا الوصف الذي أطلقه مرشح سياسي، ولقيت الإهانة العنصرية الموجهة للمغاربة تنديداً من طرف العديد من الفعاليات السياسية المحلية والدولية، بل حتى من داخل النمسا نفسها، حيث عبر مرشح الحزب الشيوعي، جوزيف سينغل، في ذات المنطقة عن استيائه من نعت المغاربة باللصوص معتبراً العملية عنصرية وعملاً مهيناً ومحرضاً على الكراهية ولا يمكن قبوله إطلاقا. يذكر أن (حزب الحرية) النمساوي اليميني المتطرف الذي احتل المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية عام 2008 كان يتبنى شعار “الوطن بدلاً عن الإسلام “. الرباط | بوشعيب النعامي