نجح شباب محافظة رنية في مكافحة البطالة ومنافسة العمالة الوافدة في مجال بيع وصيانة الأجهزة الإلكترونية، بعد أن كانت في السابق حكراً على الأجانب الذين سيطروا على حركة السوق، وقد وصل عدد السعوديين العاملين في الإلكترونيات قُرابة 12 شاباً. «الشرق» تجوّلت في سوق الإلكترونيات لا سيّما أجهزة الكمبيوتر المنزلية والمحمولة والهواتف، ورصدت إقبال الشاب السعودي على العمل بمفرده في المحلات التجارية وتمكُنه من صيانة الأجهزة ومعالجة مشكلاتها. كسب حلال المواطن علي عامر السبيعي (ثلاثون عاماً)، بكالوريس لغة عربية، يُعد من أقدم الشباب خبرة وعملاً في مجال الإلكترونيات، قال: مُنذ ثمانِي سنوات أمارس وبكل شرف وفخر مهنة الكسب الحلال في الإلكترونيات من صيانة الأجهزة المحمولة والمنزلية والجوّال، حتى تفوقت على الكثير من العمالة الوافدة التي كانت في السابق تحتكر السوق وتستغل جهل بعض الزبائن للتقنية باعتقادهم أنها صعبة وتحتاج لدراسة. وأضاف»في السابق كانت تُراودني فكرة افتتاح محل للإلكترونيات وتمكنت من ذلك بمساعدة الأهل لقضاء وقت الفراغ والكسب الحلال حتى يرزقنا المولى بالتعيين في السلك التعليمي، وبدأت بتركيب البرامج وشراء الأجهزة قليلة التكلفة والعمل على اكتشاف مشكلاتها واستبدال القطع حتى أصبحت الخبرة تتولّد وتُحفزني على بذل المزيد وما زال التوفيق حليفي في عملي». طاقة وأرباح وبين المواطن محمد العتيبي 27 عاماً، ويعمل موظفا في أحد القطاعات الحكومية، أنه أقدم على دخول هذا المجال منذ أربعة أشهر فقط، معترفا بتخوفه في البداية إلا أن الهواية ودعم أحد أصدقائه له كان له أثرٌ في التفكير جيّداً في قضاء وقت الفراغ خارج العمل بإرضاء هوايته. وأضاف: شكّلنا نحن السعوديين شبكة تعاون وتكاتف لدعم أي شاب سعودي وتوجيه النصائح له و تزويده بالخبرة للاستمرار في عملٍ مُشرّف كسوق الإلكترونيات، مُشيراً إلى أن المكاسب المالية والأرباح توفرت مُنذ الأشهر الأولى لعمله. تلاعب العمالة وتحدّث المواطن عبد الرحمن العريبي 26 عاماً، لافتاً إلى أن ما يُرهق الشباب السعوديين في هذا المجال هو أن العمالة الوافدة تتلاعب في المبيعات من ناحية فك الأجهزة المُستخدمة لا سيما في أجهزة الهواتف النقّالة، ومحاولة الكسب بأي صورة كانت. وأفاد أن الوافدة يسألون عن أسعار المبيعات عند السعوديين ليتم الاتفاق فيما بينهم على كسر ذلك بخفض السعر حتى وإن كانت المكاسب لا تتجاوز خمسة ريالات فقط، وذلك بعد أن شاهدوا إقبال الزبائن والمتسوقين على السعوديين ودعمهم. دعوة للشباب أما المواطن سعد بخيت الصافي 22 عاماً، طالب جامعي فقال إنه دخل مجال الإلكترونيات مُنذ عام ونصف العام برفقة ابن أخيه بخيت الصافي، مضيفا أن البداية كانت تركيب البرامج وبيع الإكسسوارات، حتى بدأنا الاستفادة من شروحات مواقع الأنترنت المُتعلّقة بصيانة الأجهزة وكيفية معالجة مشكلاتها، ما دفعنا لشراء أجهزة شخصية وتطبيق الخطوات عليها ومُراسلة المواقع عند وجود مشكلات، ثم بدأت مرحلة التعاون مع زملاء سعوديين والاستفادة من خبراتهم، وقد وجدنا الدعم وتفوقنا على العمالة الوافدة . وأكّد الصافي أن الشاب السعودي أصبح متمكنا كثيراً في ظل طفرة التقنية الحديثة، داعيا الشباب العاطلين عن العمل إلى دخول سوق الإلكترونيات والعمل فيه. عبدالرحمن العريبي يمارس عمله داخل المحل ( الشرق)