هذه المرأة التي تدخل بيتي من أوسع الأبواب، وتقوم بدلاً مني بتربية الأولاد، بل وتعيش معنا تحت سقف واحد، وهي ليست ضمن أفراد الأسرة، إنها الخادمة. أفلا يحق لنا أن نعرف من هذه الغريبة الموجودة في بيوتنا؟ ألا يحق لنا أن نعرف ديانتها وأخلاقها؟ ومدى خبرتها في القيام بأعمال المنزل على خير وجه؟ إننا نترك لها فلذات أكبادنا ومستقبل بلادنا كي تقوم هي بتربيتهم وتنشئتهم، والله أعلم علام تنشئهم؟ ليس بالتأكيد على حب الوطن، أو الاهتمام بدينهم، فهذه أمور لا تعنيها، وإن ما يعنيها، في المقام الأول، هو مقدار ما ستحصل عليه من مال فترة وجودها بيننا، ولقد سمعنا عن خادمات قمن بتعليم الأطفال كيفية السجود لبضع شمعات (للنار)، وأخريات يحاولن تقليد ربة البيت في ملبسها داخل البيت، والتصرف مع الزوج كما تتصرف الزوجة! وهذه كلها أمور خطيرة، أرجو ألا نغفل عنها، فمن الواجب علينا أن نقوم نحن باختيار هذه الغريبة التي تدخل بيوتنا، وتتغلغل في حياتنا، كما يجب أن يوضع قانون لمعاقبة مكاتب الاستقدام إذا لم تلتزم بالمعايير التي وضعتها الدولة لاستقدام هذا النوع من العمالة، كما أنني أقترح على الجهات المختصة في مملكتنا الحبيبة عمل ما يشبه الدورات التدريبية للخادمات، تقوم فيها بتدريبهن على عاداتنا وتقاليدنا، وكيفية التعامل مع أبنائنا، وتحذرهن من مخالفة أنظمة الإقامة، حتى إذا ما أخطأت إحداهن أو حادت عن وظيفتها الأساسية كان من حقنا معاقبتها.