طالعتنا الصحف أخيرا بالخطوة المفاجئة والغريبة التي فرضتها السفارة الفلبينية في المملكة، حيث وضعت السفارة شروطا «عجيبة» لاستقدام العاملات الفلبينيات خادمات منزليات، من بين هذه الشروط «غير المفهومة» هو حضور الكفيل شخصيا للسفارة وبمعيته «كروكي» لمنزله، إضافة إلى إحضاره شهادة موثقة من شرطة الحي الذي يسكنه تثبت عدم وجود أي ملاحظات أمنية عليه، كما اشترطت السفارة على من يرغب في استقدام خادمة تقديم تعريف بالراتب!. شروط السفارة الفلبينية الجديدة تضمنت كذلك رفع راتب الخادمة إلى 400 دولار أمريكي شهريا، إضافة إلى منحها إجازة أسبوعية، كما اشترطت السفارة الحصول على أسماء وأعمار زوجة وأطفال الكفيل، وعلى صور حية لغرفة الخادمة التي ستقطن فيها!. هذه الشروط التي لا تفهم ومنها الراتب الذي لا يعقل، من الصعب استيعابها ومن الصعب إدراك ما وراءها، فما الذي يعنيه حصول السفارة على خريطة لبيت الكفيل وعلى أسماء أطفاله؟ وما الذي يعنيه أن تحصل الخادمة الفلبينية «تحديدا» على ضعف ما تحصله نظيراتها الهنديات أو السريلانكيات أو حتى الإندونيسيات؟!. جميعنا نحترم وبلا أدنى شك حرص السفارة الفلبينية على رعاياها لدرجة أن تطلب من الكفلاء إحضار ما يثبت رسميا عدم وجود أي ملاحظات أمنية عليهم، فجميعنا ندرك أن هناك الكثير من التجاوزات التي تتعرض لها العاملات من البعض لكننا ندرك أيضا أن تجاوزات العمالة تتجاوز بكثير تجاوزات الكفلاء، وهي الضريبة التي ندفعها نتيجة استقدام من يخدمنا، لكننا ورغم ذلك يحق لنا أن نتساءل إن كانت السفارة التي تحاول حماية رعاياها تقوم فعليا بحماية من استقدم هؤلاء الرعايا / العاملين؟!. فما الذي تقدمه السفارة للمستقدمين لحمايتهم من بعض القادمين الجانحين؟! نأمل أن تقف السفارة الفلبينية على هذا الاستفسار قبل أن تفرض علينا يوما الخضوع لمقابلة شخصية في سفارتها لاستقدام خادمة منزلية!.