عبدالرحمن العناد أشاد أعضاء في مجلس الشورى وأكاديميون وكتاب، بالتقويم المستمر لجهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفترة الأخيرة وإجراءاتها وطريقة عملها وتعديل المسار الخاص بها، وآخرها تصريحات رئيس الهيئة بأن الرئاسة تعمل على حصر جميع السيارات السرية الخاصة بالهيئة في جميع المناطق، لإعادة النظر في أعمالها، إما بترشيد عملها أو إلغائها، والسماح للشباب بدخول الأسواق والمجمعات التجارية. وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العناد، بعض الممارسات التي كانت خاطئة في وقت ما، وغير مجدية ولا تتناسب حالياً مع الواقع، وقال «من المهم إعادة النظر في مثل هذه الأمور بين حين وآخر، ولهذا أعد القرار خطوة نحو الاتجاه الصحيح وباتجاه العودة للحق وللوضع الصحي والسليم من مبدأ «ولا تجسسوا». وقال إنه من المفترض أن تعمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العلن وتكون واضحة للجميع، لأن الهدف حسب وصفه هو الردع والرقابة من وقوع الأخطاء، وليس التصيد والضبط. وعد السماح للشباب بدخول الأسواق بالقرار الحكيم الذي يجب أن يكون قاعدة بمعنى الأصل هو الإباحة بالدخول، على أن تكون هناك رقابة لمن يخالف الأنظمة. وطالب بأن يشمل القرار بقية مدن ومحافظات المملكة، وحذو ما حذته إمارة منطقة الرياض بناءً على دراسة من لجنة بحثت الموضوع وأخذت بالإيجابيات والسلبيات قبل أن توصي بالسماح لهم بدخول الأسواق والمجمعات التجارية. أحمد الزيلعي أما عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور أحمد الزيلعي، فذكر أن مثل هذه المبادرات أكسبت جهاز الهيئة الثقة والسمعة لدى الناس، مبينا أن بعض الممارسات السابقة للجهاز عبر الأساليب التي كانت تتخذ لمراقبة المواطنين عبر مركبات سرية كانت تسيء له بشكل كبير. وحول قرار السماح للشباب بدخول الأسواق، أوضح أن المنع في الأصل لم يكن مبرراً، حيث إن كثيرا من العائلات السعودية تعتمد على أبنائها في التسوق، والبعض قد يفقد الأم أو الأخت، حيث يعد هذا عائقاً يحول بينه وبين دخوله للسوق، وقال «لا ينبغي أن يطبق قرار بناء على حالات فردية وشاذة، فالشاذ لا حكم له». إلى ذلك، أكد الدكتور سعد البازعي، أن قرار حصر جميع السيارات السرية الخاصة بالهيئة في جميع المناطق، لإعادة النظر في أعمالها، إما بترشيد عملها أو إلغائها، كان ينبغي اتخاذه منذ زمن بعيد، وأن اتخاذه حالياً جيد ومطلوب. وقال إن ما كانت تفعله الهيئة في السابق تسبب لها في مشكلات، وأضاف «أعتقد أن التغيير في قيادة الهيئة سبب مباشر، وكان وراء هذا التحسن في أسلوب التعامل مع الناس بشكل عام، ونتطلع إلى المزيد من التحسن فهو بتقديري جزء من عملية إصلاح لأوضاعها وأسلوب عملها». وعبر عن تقديره لهذه الخطوة، متمنيا أن تكون الخطوة القادمة إعلانا لحقوق وواجبات الهيئة، بمعنى معرفة ما الذي يطلب منها، وما تطالب به، بحيث يكون معلناً للناس. وذكر البازعي أن قرار السماح للشباب بدخول الأسواق جيد وصائب، ومنعه من الأساس خطأ، لأن المملكة تفتقر إلى الكثير من وسائل الترفيه، والشباب يعاني كثيرا من ذلك، مطالباً بتعميم القرار على جميع مناطق المملكة. عبده خال في السياق نفسه، أوضح الأديب عبده خال، أنه سبق وأن كتب عشرات المقالات حول ما سبق ذكره. وقال إن منع الشباب من دخول الأسواق والمتنزهات العائلية، يعزلهم عن المجتمع، وأضاف «هم أبناؤنا وإخواننا، فحين يتم عزلهم عن الأسواق والمتنزهات العائلية فنحن نقصي مستقبل الأمة، لأن الشباب هم الذين يمثلون هذا المستقبل ومتى ما أقصيتهم فأنت تخلق مستقبلا مشوها، ولا أعتقد أن المسألة كانت سليمة بأي شكل من الأشكال. وطالب بإيجاد قانون يعاقب كل من يتعدي على خصوصية الآخرين، حتى لا يحدث تراجع بسبب مشاغبات من أفراد معينين. وأوضح أن جهاز الهيئة إصلاحي وليس بوليسيا، ووصف وجود سيارات سرية للهيئة ومتعاونين سريين بأنه تجسس نهى عنه الإسلام، وأضاف «الرئيس العام للهيئة رفض هاتين الخصلتين اللتين كانتا تلصقان بجهاز إصلاحي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهو أمر يشكر عليه ويدخلنا في المسألة الإصلاحية التي تقوم بها الهيئة ونحن نؤمل كثيرا أن نخطو خطوات سليمة نحو الأفضل». محمد السحيمي أما الكاتب محمد السحيمي، فذكر أن أول مرتكز للإصلاح في جهاز الهيئة هو الفصل بين شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواردة في القرآن الكريم عن الجهاز الذي يعمل وسط أنظمة بشرية قابلة للانتقاد والمراجعة والإلغاء لأنها بشرية، وأضاف «إن كان هدفها تحقيق الشعيرة العظيمة، فهذا يأتي بتغيير مسمى الجهاز إلى اسم بشري يتلاءم مع الأنظمة والإجراءات البشرية، لأن الاسم الحالي يربط أي تصرف للهيئة سواء جماعيا أو فرديا وسواء كان هذا التصرف صحيحا أو خاطئا بالشعيرة». وقال إن الجهاز يحمل اسم الشعيرة لكنه يطبق أنظمة بعضها يأتي خلافا لها، مؤكدا أن حصر جميع السيارات السرية الخاصة بالهيئة في جميع المناطق، لإعادة النظر في أعمالها، إما بترشيد عملها أو إلغائها خطوة شجاعة ووعي بوجوب الرجوع إلى الشعيرة العظيمة واحترامها وتجديد الصلاحيات والأنظمة التي لم تتجدد منذ ثلاثين عاماً.