قطع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني أكثر من نصف الطريق نحو بلوغ الدور نصف النهائي بعد أن أجبر الأول مضيفه ميلان الإيطالي على الاكتفاء بالتعادل 0/0، فيما عاد الثاني من ملعب مضيفه مرسيليا الفرنسي بفوز ثمين جدا 2/0 في ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. في المواجهة الأولى التي احتضنها ملعب «سان سيرو»، لم يستفد ميلان، بطل المسابقة سبع مرات، من عاملي الأرض والجمهور لكي يحسم الفصل الأول من مواجهته الثانية في نسخة هذا الموسم مع برشلونة بعد أن التقاه في دور المجموعات حيث تعادل معه في «كامب نو» 2/2 قبل أن يخسر أمامه في ميلانو 2/3. وأصبحت الطريق ممهدة نسبيا أمام برشلونة الذي يستضيف الإياب في الثالث من الشهر المقبل، لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي، وبالتالي معادلة الإنجاز القياسي المسجل باسم غريمه ريال مدريد بين 1956 و1960، لأنه بحاجة الآن إلى الفوز بفارق هدف وحيد لكي يواصل حملة الدفاع عن لقبه. وفي المقابل، أصبحت مهمة ميلان الذي يخوض غمار الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ موسم 2006-2007 حين واصل مشواره حتى فوزه باللقب للمرة السابعة في تاريخه والذي نجح على أقله بالمحافظة على سجله المميز بين جماهيره اذ لم يسبق له أن سقط في معقله خلال المباريات الثماني التي خاضها حتى الآن في هذا الدور من المسابقة الأوروبية الأم على أرضه، صعبة لكن ليست مستحيلة. وفي المواجهة الثانية التي احتضنها «ستاد فيلوردوم»، ارتقى بايرن ميونيخ إلى مستوى التوقعات وعاد من معقل مرسيليا بفوز ثمين سيخوله خوض لقاء الإياب على ملعبه «إليانز أرينا» بأعصاب هادئة، موجها ضربة قاسية أخرى للفريق الفرنسي الذي يخوض غمار هذا الدور للمرة الأولى منذ تتويجه بالنسخة الأولى لدوري الأبطال عام 1993 على حساب ميلان، لأنه لم يذق طعم الفوز في مبارياته التسع الأخيرة في جميع المسابقات. وكانت المباراة مميزة لنجم بايرن الفرنسي فرانك ريبيري الذي سجل عودة ناجحة إلى «ستاد فيلودروم» الذي تركه عام 2007، حيث أصبحت الطريق ممهدة أمام فريقه البافاري لبلوغ دور الأربعة. ويبدو أن عقدة مدرب مرسيليا ديدييه ديشان مع بارين متواصلة لأن مباراته الأوروبية الأخيرة له قبل الاعتزال كانت أمام النادي البافاري في نهائي نسخة 2001 حين فاز الأخير على فالنسيا الإسباني بركلات الترجيح 5/4 بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب «سان سيرو» في ميلانو. ولن يتمكن ديشان على الأرجح من تحقيق ثأره من نظيره يوب هاينكيس الذي حرم نجم وسط المنتخب الفرنسي سابقا من الفوز بلقب المسابقة عام 1998 حين قاد ريال مدريد الإسباني للفوز على يوفنتوس الإيطالي 1/0 في أمستردام، علما بأنه خرج أيضا خاسرا من ميونيخ حين تغلب الفريق الألماني الآخر بوروسيا دورتموند على يوفنتوس 3-1 في نهائي 1997. ونجح النادي البافاري في الوصول إلى الشباك بفضل هدافه ماريو غوميز الذي وصلته الكرة إثر هجمة مرتدة سريعة من الهولندي أريين روبن فسددها من خارج المنطقة داخل الشباك، وفي الشوط الثاني نجح بايرن ومن إحدى فرصة النادرة في توجيه الضربة القاضية لمرسيليا عبر روبن.