للحرائق في ذاكرتنا الوطنية فعلها وأثرها ، سواء كان ذلك على المستوى النفسي ، الفردي والجمعي ، أو كان ذلك على المستوى الإداري من حيث القرارات والإجراءات المتخذة ، فما بين قرارات لا تتعدى كونها ردود أفعال سريعة لاتُذكر، وأخرى جدية لم تفعل بعد بالشكل المطلوب ، ما تزال التبعات النفسية والخسائر المادية تتراكم لتثقل على ذاكرتنا الوطنية بما لا يستحق، وبما تجاوزه واقع الآخرين في ظل وجود الكثير من الحلول العصرية تقنياً وإنشائياً . في هذا التقرير سنستعرض بعضاً من الحوادث السابقة ، وردود الأفعال والتصريحات من حولها ، لننعش ذاكرتنا ، ليس بحثاً عن ألم ولكن أملاً في حل . إرتداء العباءة من ضرورات الإخلاء ! يعتبر حريق المدرسة المتوسطة رقم 31 للبنات في مدينة مكةالمكرمة أحد أشهر الحرائق في الذاكرة التاريخية القريبة ، وهو الحريق الذي شكلت من أجله لجنة تحقيق ، أدانت عدداً من الجهات وتسببت في قرارات إدارية منها دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات بوزارة المعارف قبل أن يتغير اسمها لوزارة التربية والتعليم . يُذكر أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعرضت في ذلك الوقت إلى نقد شديد واتهام صريح بأنها منعت الطالبات من الخروج من المدرسة دون لبس العباءة ، مما أدى إلى وفاة 15 طالبة ومعلمة وإصابة أخريات. مشاريع قيد الإنشاء .. تحترق ! من المشاريع المهمة التي تعرضت لحرائق كان مشروع أبراج الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة حيث تعرض إلى حريقين في عام واحد ، شب أحدها في برج سارة والآخر في البرج الجنوبي واستمر لأكثر من خمس ساعات. وفي الرياض كان حريق برج دريم عام 2010 شاهداً على الحرائق الضخمة حيث تم تداول صور حريق البرج قيد الإنشاء . تقارير وتصريحات بحسب صحيفة الشرق الاوسط اللندنية فإن الحرائق في السعودية ، فقط في عام 1426 حصدت 171 قتيلا ، وكانت منطقة مكةالمكرمة في المرتبة الأولى تليها الرياض . وحسب تقارير صحفية أخرى فإن شركات التأمين تتكبد نتيجة الحرائق في السعودية 196 مليون ريال سنوياً وسط مطالبة مستمرة بأن تجبر المصانع وغيرها من المباني بتأمين منشآتها بغرض حفظ الحقوق المادية والبشرية. وفي تصريح سابق قال المدير العام لإدارة الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداو ، “أن المحافظة سجلت أعلى نسبة في حوادث الحرائق من بين مدن المملكة، بنسبة تصل إلى 51 في المئة، لأسباب تتعلق بضعف وسائل الأمن والسلامة في المنازل والمنشآت” . وقال: ”إن الدفاع المدني عجز حتى الآن عن وضع حلول دائمة للحد من حرائق النفايات التي تصل نسبتها إلى 35 في المئة في المحافظة، إضافة إلى حرائق المنازل التي تشكل ما نسبته 16 في المئة، خلافاً لتعمد بعضهم بإحراق إطارات السيارات في مواقع وصفها بأنها «خطرة على الأرواح والممتلكات العامة والشخصية»”. وأوضح أن المدينة الساحلية تعاني من ارتفاع حوادث الحرائق فترة الصيف، وهذا يعود إلى أسباب عدة، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى زيادة معدل استهلاك التيار الكهربائي، خلافاً لمشكلات ضعف التمديدات الكهربائية، ونقص وسائل الأمن والسلامة في بعض المواقع. السعودية | حرائق | حريق جدة