تصر عدد من العجائز البائعات في السوق الشعبي المقام ضمن الفعاليات المصاحبة لرالي حائل، على البقاء في أكشاك مخصصة لهن لبيع منتجاتهن من السدو، واخترن النوم تحت بيت من الشعر لم تصله الكهرباء، رغم البرد والمطر والغبار. وتعرض أم عبدالله (63 عاما) منتجاتها من السدو، وتفاخر بأنها شاركت بأكثر من 14 مهرجانا منها الجنادرية والزيتون، إضافة إلى المهرجانات السياحية التي تقام بحائل، ولكنها تشتكي من قلة الطلب على منتجاتها، بقولها «عملت خلال ستة أشهر على قطعة من السدو بطول ثلاثة أمتار، وعرضتها للبيع بمبلغ 600 ريال، ولكنني لم أجد من يسأل عنها، وأنا لا أتقن غير العمل بالسدو رغم أنه متعب، ولكنني أبحث عن لقمة العيش،» وأضافت «لدي ولد واحد مثقل بأسرته وسبعة من أطفاله، وأحيانا أنا من يعطيهم فسحتهم ومصروفهم». وأوضحت ل «الشرق»، أنها اختارت النوم في بيت الشعر القريب من كشكها في السوق الشعبي لأنها تسكن هي ورفيقاتها في قرية تبعد عن حائل 140 كيلومترا ولا تجد من يحضرها للسوق ويعيدها لمنزلها، متمنية أن يسمح لها ورفيقاتها الثماني بالنوم قرب بسطاتهن. أما أم علي (سبعون عاما) التي شاركت في ستة مهرجانات، وتعرض منتجاتها من السدو، فترى أن مشاركتهن في السوق الشعبي لا تعود عليهن بالنفع المادي، نظرا لضعف الإقبال على منتجاتهن. وتعرض أم طارش (78 عاما) منتجاتها من السدو في قسم الحرف اليدوية، ومن منتجاتها رسن الخيل، ولوازم البدو من منتجات السدو، وتحصل على 850 ريالا شهريا من الضمان الاجتماعي، وتقول «ما أستلمه من الضمان أصرفه على ما أنتجه من السدو، واللجنة المنظمة للسوق منحتنا قبل سنوات 500 ريال لقاء مشاركتنا في السوق، ولكن منتجات السدو لا تجد إقبالا من زوار السوق». إلى ذلك، طالب المواطن خليف الشمري، اللجنة المنظمة للسوق بتجهيز سكن لهن، إكراما لعامل السن، مضيفا أن منظمي السوق يستخدمون الحرفيات كديكور إضافي للأسواق الشعبية، ولا يقدمون لهن شيئا، والطلب على منتجاتهن ضعيف. من جهته، أوضح المسؤول عن السوق الشعبي أحمد النامي ل «الشرق»، أن اللجنة لا تستطيع تأمين خيم لهن، وأضاف «هن معهن بيت الشعر ووفرنا لهن الماء والكهرباء، وكل احتياجاتهن التي تتطلب مشاركتهن بالسوق وفرناها»، مشيرا إلى أنهم جهزوا مائة كشك واثنين للحرفيات وبائعات الأكلات الشعبية يعمل فيهن أكثر من 204 نساء، مؤكدا على أن الأكشاك جهزت ووزعت على المشاركات مجانا.