أكد الإعلامي محمد بن فهد الشهري، مذيع ومقدم البرامج على شبكة mbc بالرياض ل «الشرق» عدم وجود تطور إعلامي ملموس يوافق التطور الذي تشهده السعودية، خصوصاً أن الثورة التكنولوجية باتت تتخطى إعلامنا، وأن الإعلام السعودي لايزال يمشي على خطى السلحفاة. وأوضح الشهري أن مهنة الإعلام شاقة، وأنها من أصعب المهن التي تحتاج إلى فكر وحضور ذهني دائم، عكس المهن الأخرى التي تنتهي بانتهاء فترات العمل، بينما الإعلامي يجب أن يكون جاهزاً على مدار الساعة. وقال الشهري «إن الإعلام السعودي مهم جداً بالنسبة لي، ولولا الإعلام السعودي لما ظهر محمد الشهري»، مشيراً إلى أن هناك محسوبية في الإعلام، فمعظم الإعلاميين يعيشون إن لم تكن معي فأنت ضدي والبعض الآخر محسوب على فلان وفلان، ومتى ما تخلصنا من هاتين المشكلتين فسنكون بخير، وإعلامنا سيرتقي بشكل أفضل. وأضاف أن الشهرة لم تضايقني بحياتي الشخصية، بالرغم من أنها تسعدني في بعض الأحيان عندما أجد من يقدر تلك الشهرة، ولكنها تكون مزعجة في أحيان أخرى عندما يتطلب الوضع الحذر والالتزام الزائد في التصرفات والحركات والحديث، فتصبح آنذاك مقيداً تماماً، ولا تمتلك الحرية التي يستمتع بها الآخرون. وأوضح أن أهل الجنوب بيئة أغلبها محافظة، ولكن لم يكن لها تأثير علي، ولم أواجه أي انتقادات لأن جميع البرامج التي قدمتها بدءاً من برنامج الكرة 2000، ثم صدى الملاعب، مروراً ببرنامج «الكاس»، إلى «حروف وألوف»، وجميعها برامج متوازنة، والجميع يتابعون تلك البرامج بلهفة، من الكبير إلى الصغير، مشيراً إلى أنه لم يجد أبداً أي تأثير، أو انتقاد، بل وجدت التشجيع والحب من الجميع. وتابع الشهري: لم أقف عند باب الإعلام فقط، والسبب أن أي شخص يعمل في حقل الإعلام يكتنفه الخوف دوماً من المستقبل، نظراً لعدم وجود قوانين تحفظ حقوقه. والإعلامي السعودي، سواء كان صحفياً، أو مذيعاً، فهو على صفيح ساخن، وقد يذهب أدراج الريح، بسبب المزاجية، أو الغيرة، أو غيرها، فنجده دوماً يعيش متوتراً وخائفاً على مستقبله، فيبحث بشكل مستمر عن إيجاد مصادر أخرى يضمن من خلالها لقمة عيشه. وتابع إن ذلك يحدث «إما عن طريق النفاق، أو المجاملة، أو المشاركة في مشروعات قد تصيب، أو قد تذهب بما جمعه من مال. هذا بصفة عامة، أما أنا بصفة خاصة فبعد التحاقي بقناة mbc فقد عشت ولله الحمد في طمأنينة في ظل قائد مسيرة مجموعة mbc الشيخ وليد بن إبراهيم البراهيم، ومازلت، فقد وضع القوانين والأنظمة التي تحفظ للإعلامي حقه، وكم كنت أتمنى بأن تحذو جميع الوسائل الإعلامية حذو خطوات أبي خالد، وتطويره للنهج الإعلامي الصحيح، ولا تستهويني أي مجالات أخرى، وقد وقفت عند باب mbc احتراماً لها ولقائدها الذي هو حقاً فارس الإعلام العربي وإمبراطوره». وبيّن الشهري أن عيوب الوسط الإعلامي قد لا تعد ولا تحصى، ولكن الأمل في أن تتحقق أمنيتي بأن يتطور الإعلام الورقي والإلكتروني والفضائي السعودي في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، وأن تسن القوانين والأنظمة التي تحفظ للإعلامي السعودي حقه المشروع في العيش بأمان. وختم الشهري «الدافع الذي جعلني أتجه إلى العمل الخاص هو حبي للإعلام منذ أن كنت صغيراً، وكنت حينها أستمع ل «محمد الرشيد» في استديو رقم واحد، وأشاهد «عمر الخطيب» رحمة الله عليه في بنك المعلومات.