** في كل مجالٍ من مجالات العمل يبرز لنا أناسٌ مميزون يفرضوا على الجميع إحترامهم وتقديرهم بقوة طرحهم وثبات مواقفهم ، ولعلي في هذا المقال أتطرّق لبعض المميزين في الإعلام الرياضي و الذين برزوا ب ( شكلٍ لافت ) خلال هذا الموسم تحديداً وكانوا بالفعل ( علامة فارقة ) ونجحوا في كسب إحترام الوسط الرياضي وبتفوق وسأذكر البعض من هؤلاء المميزين في رأيي الشخصي . ** الزميل عادل التويجري أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه نموذج فريد للإعلامي المتمكن والواعي و المثقف ، فهو يمتلك الجرأة والشجاعة بأن يقول ( للأعور أعور في عينه ) ، ولم تأت هذه الجرأة بطريقة ( غشيم ومتعافي ) بل هي نتاج ثقافة عالية وإلمام منقطع النظير على مستوى المنتسبين للإعلام الرياضي بالأنظمة واللوائح الرياضية ، فترى حديثه لا يخلو من الإستدلالات بالمادة رقم كذا من أنظمة كذا و البند رقم كذا من اللائحة كذا ، ولهذا تجده صاحب ( حجة قوية ) فلا يستطيع أن يعلو صوتاً فوق صوته ليس من باب ( الصراخ ) بل لأنه لا يتحدث ( كلام إنشائي ) و يتحدث بصوت الأنظمة واللوائح فله مني كل التقدير . ** الزميل عبدالعزيز الصرامي صاحب النظرة الرياضية الثاقبة التي لا تعجب البعض أحياناً ولكن الحقيقة بأن نظرته هذه سرعان ما تترجم على أرض الواقع ، ذلك لأنه إعلامي واقعي لا يجامل أحداً وربما لا يجامل ( حتى نفسه ) على حساب أمانته الإعلامية ، وبرغم إهتمامه بالشأن النصراوي والدفاع عنه في كثيرٍ من الأحيان إلا أن نادي النصر و إداراته أيضاً لم تفلت من نقده وواقعيته وفقاً لما تمليه عليه مهنيته الإعلامية ، وبرغم تعرضه لأبشع الإنتقادات ( إن جاز لي التعبير ) من البعض فهو في رأيي يعد من الإعلاميين المميزين في إعلامنا الرياضي ( الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم ) فله مني كل التقدير . ** الزميل رجا الله السلمي الذي أعتبره من أفضل مقدمي البرامج الرياضية في كافة القنوات الفضائية إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق ، فهو مكسب حقيقي للسعودية الرياضية ( قناة الوطن ) ومثال للمقدم الفذ المتمكن ، وهو بجانب تمتعه بمميزات المقدم الناجح فهو يتمتع بثقافة رياضية ولغوية أكثر من ممتازة ، وليس كبعض مقدمي البرامج الذي لا يفرّق بين ( الضاد و الظاء ) ويظهر بمظهر ( الأراجوز ) كي ينجح برامجه بأي شكلٍ كان ، إضافةً للهدوء الجميل الذي يتميز به القدير رجا الله سواءً في طرحه أو نقاشه مع ضيوفه فهو يستطيع وبمهنية عالية أن يسيّر دفة النقاش بطريقته وحسب ما يريد وبكل ( حرفنة ) فله مني كل التقدير . ** الزميل الدكتور حافظ المدلج الذي يعد المثال الحي للشباب السعودي الطموح والذي نتطلّع من خلاله لمستقبل مشرق للرياضة في مملكتنا الحبيبة ، فهو شاب متعلم ومثقف إستطاع أن يقرن العلم بالعمل ، وهو من نوع الشباب الذي ( يعرف ما يريده بالضبط ) ويسعى جاهداً لتحقيقه وفق إستراتيجيات وخطط مقننة ، فهو بجانب مسؤولياته الكبيرة بالإتحاد السعودي لكرة القدم نجده يؤدي رسالته كإعلامي بدرجة إمتياز حيث يجمع في أطروحاته قوة الحجة المقترنة بالنظرة المستقبلية التي تبعث الأمل والتي غالباً ما تصيب فله مني كل التقدير . على الهامش إنّ هذه النماذج المضيئة لبعض زملاء المهنة تعطينا بعض التفاؤل لرؤية إعلام رياضي حقيقي و نزيه في المستقبل ويستطيع التعاطي مع الأحداث دون تطاولٍ أو مواربة أو ( شخصنة ) ولا تستطيع الأمواج أن تقذف به حيث شاءت ، فأمثال هذه النماذج المشرقة يجب أن يقتدى بهم ( إعلامياً ) كل من يريد الدخول في هذا العالم المليء بالمتناقضات ، هذا إذا ما أردنا أن نشاهد إعلاماً رياضياً بعيداً كل البعد عن ( التعصب الممجوج ) ، أما ما أشاهده من البعض الآخر ممن ينتسبون للإعلام الرياضي فأنهم من وجهة نظري ليسوا سوى مجموعة من جماهير الأندية الذين أقحموا أنفسهم أو أٌقحموا بطريقةٍ أو بأخرى في العمل الإعلامي بهدف الدفاع عن أنديتهم ، وكما نعلم بأن هناك فروقات بين تعاطي تلك الجماهير مع الأحداث والتي تميل للعاطفة في الغالب وبين التعاطي العقلاني المحايد والمستقل ، ففيهم العارف وفيهم الجاهل وفيهم المتعصب وفيهم المتزن ، ومثل هؤلاء للأسف ممن أُقحموا في العمل الإعلامي يجعلون من مقولة أن ( الإعلام مهنة من لا مهنة له ) مدخلاً لتواجدهم كإعلاميين ، وهم لعمري يذكرونني بشعراء القبائل في الجاهلية ، فلكل قبيلة شاعرها الذي ينافح عنها سواءً كانت على حق أو على باطل .