لم يكن أي منهما، يتحدث عن المشروع بجدية، يوم سألني أستاذنا عماد الدين أديب، بحضور الفنان تيم الحسن، عن رأيي في رواية، تجمع بين المنتج المصري والنجم السوري، في فيلم سينمائي ضخم، بسرعة قلت: يوم غائم في البر الغربي، لمحمد منسي قنديل، ورحت أحكي لصديقي تيم حسن، عن شخصية «كارتر» التي سيلعبها في الفيلم، دقائق ورجعت إلى عقلي، وبذكرى حماس سابق، قلت لصديقنا الكاتب والمنتج الضخم عماد الدين أديب: فكروا برواية أخرى، هذه الرواية، لا يتحملها إنتاج عربي، مهما كان، ثم إن قبولها رقابيا صعب،.. تذكرت هذه الجلسة الودية، وأنا أتابع مسلسل «وادي الملوك» على محطة فضائية، مسلسل جميل، ومخرجه حسني صالح، يستحق كتابة منفردة لأعماله، ومناخه الذي يعد تتمة أصيلة للخط المتصل من نور الدمرداش، إلى يحيى العلمي، ومحمد فاضل، إلى إسماعيل عبدالحافظ، والحوار في المسلسل مشحون بالشاعرية، يكفي أن كاتب الحوار هو عبدالرحمن الأبنودي، والممثلين في أفضل حالاتهم، وهي واحدة من مزايا حسني صالح في كل أعماله، أين المشكلة إذن؟، المشكلة أن مسلسل «وادي الملوك» مأخوذ كما هو مكتوب على التتر: «عن رواية يوم غائم في البر الغربي»، وفيما لو تذكر أحد الصديقين، حكايتنا، وهو يتابع المسلسل، فسوف يستغرب من تهويلي لصعوبة إنتاج الرواية، وتضخيمي لاحتمالات رفضها رقابيا،.. الحق معهما، والحق علي، أنا آسف، لم أحسب حساب الفهلوة، القادرة على تغيير كل شيء في الرواية، لصالح الإنتاج والرقابة، إلى هذا الحد، بطلة المسلسل «صابرين»، لا تعرفها الرواية أصلا، ربما سقطت من كتاب في الرف الثاني، حكاية «دياب» مفبركة، أكثر من خمس شخصيات رئيسية أخرى، في المسلسل جاءت بنفس الطريقة، وتقزمت شخصيات، وانقلبت الأدوار، العم صار ابن عم، والبنت صارت أختاً، تشاهد المسلسل، بالكاد يمكنك القول إن بينه وبين الرواية: توارد خواطر في عواء ذئب، مسلسل جميل أساء لرواية رائعة..!