تواجه مباني المنطقة التاريخية في جدة خطر الانهيارات والحرائق، وكان آخر حريق اندلع في عدد من المباني، وسقط منها مبنيان أحدهما بالكامل. وفيما تعمل أمانة جدة على المحافظة على ما تبقى منها، يواجه الدفاع المدني عوائق للدخول إليها، ومنها ضيق شوارعها. وأوضح رئيس بلدية المنطقة التاريخية، المهندس سامي نوار أن ماسحة المنطقة التاريخية تقدر بنحو كيلو متر مربع، مضيفا أن الهيئة العليا للسياحة والآثار، وأمانة جدة، والملاك يعملون على تسجيلها في التراث العالمي، وتشهد في الفترة الراهنة إقامة عدد من المشاريع، كالإنارة، والسفلتة، وفصل حركة السير عن المشاة والمسارات السياحية، وتركيب خطوط إطفاء الحريق، وإصلاح وتأهيل المتاحف، إضافة إلى توعية السكان للعناية بالمباني والمحافظة عليها. وذكر أن عدد المباني فيها 440 مبنى مصنفا، و300 مبنى غير مصنف، مضيفا أن مائتي مبنى بنيت منذ 950 سنة. وأوضح مدير هيئة السياحة في منطقة مكةالمكرمة، محمد العمري، أن المنطقة التاريخية تتبع أمانة جدة تنظيمياً وإداريا، وتتولى إدارتها بلدية جدة التاريخية، مشيرا إلى أن لجنة عليا لتطوير المنطقة التاريخية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير المنطقة، تعمل مع أمانة جدة في أعمال التطوير، وقدمت الهيئة للأمانة مسارا للتطوير، يتضمن الاستفادة من المباني كنزل تراثية، وموقع بيع تحف، وحرفيين وغيرها، بل إن الهيئة بالتنسيق مع شركائها شكلت فريقا استشاريا يتضمن عدداً من المتخصصين، ومن الملاك، ومن أمانة جدة، وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني، وهيئة السياحة والآثار، متأملين في خطة أمانة جدة تطوير المنطقة والمحافظة على تاريخها، وستكون من أولى الأولويات للأمانة. وأشار إلى الحاجة في بذل جهود لحل مشاكل الورثة والملكيات والترميم، وإعادة استعمال المباني بما لا يتعارض مع الهوية العمرانية والتاريخية للمنطقة، مبينا أن لجنة تنفيذية لجدة التاريخية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، وعضوية الجهات الأمنية والحكومية، لديها فرق عمل ميدانية لمتابعة ذلك. وقال إن الهيئة تعمل على تسجيل المنطقة ضمن لائحة التراث العمراني، ولكن الواقع الحالي لا يساعد دون تطوير فعلي على أرض الواقع. وذكر مدير الدفاع المدني عبدالله الجداوي، أنهم واجهوا كثيرا من الحرائق في المنطقة، ولكن في هذا الوقت الحالي انخفضت نسبة الحرائق بشكل كبير، والفضل يعود للجان والجولات التي تقوم بها، كالشرطة، وبلدية المنطقة، وشركة الكهرباء، والجوازات والدفاع المدني. وذكر أن أغلب المستفيدين في المنطقة من الجنسيات الأجنبية، التي تجهل قيمة التراث. وأشار إلى عمل مشروع إطفاء وصل لمراحل متقدمة، ولكنه توقف لأسباب غير معروفة، على الرغم من فوائده العديدة، موضحا أن أغلب الإشكاليات التي يواجهها الدفاع المدني، الشوارع الضيقة التي لا تساعد في مرور سيارات الدفاع بسهولة، إضافة إلى أن مبانيه قديمة جدا ومتلاصقة، والضرر في بيت واحد يشمل العديد، وعند حدوث حريق يكون من الاستحالة دخول رجال الدفاع المدني إلى المنزل نظراً لتوقع انهياره في أي لحظة.