كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة و الأثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز عن قروض شخصية للإستثمار في القرى التاريخية تصل إلى 7 ملايين ريال لراغبي الإستثمار في تلك القرى بالتنسيق مع بنك التسليف. وبين انه تم ضم مدائن صالح إلى عضوية التراث العالمي "اليونسكو" وسيتم التصويت في الصيف على ضم الدرعية التاريخية، لافتا إلى تقديم أوراق المنطقة التاريخية بجدة للمنظمة لإعتمادها. وقال خلال ترؤسة نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة إجتماع اللجنة العليا لحماية جدة التريخية والذي عقد ظهر أمس في بيت نصيف، “جدة التاريخية في مرحلة الاحتضار و لكن لن نتركها تموت بين أيدينا، بل سنقوم بحمايتها بكل ما أوتينا من قوة”. من جهته قال صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ونائب رئيس اللجنة، أنه سيتم إعتبارا من الأسبوع المقبل القيام بجولات تفتيشية على جميع المباني التاريخية وفصل التيار الكهربائي عنها وإخلاؤها بالقوة، اذا لم يلتزم المالك بتعلميات لجان التفتيش. وناقش الاجتماع دور الجهات الحكومية ذات العلاقة في ما يخص تطوير وسط جدة التاريخي، وتحديد مهام كل جهة من أجل الإسراع في تنفيذ علميات التطوير ووضع حد للحرائق التي تشهدها المنطقة. وقبيل الاجتماع تفقد سمو الأمير سلطان والأمير مشعل وأعضاء اللجنة المنطقة التاريخية، ووقف الجميع على المباني التي طالها الحريق الأخير، كما اطلعوا على مشروع شبكة إطفاء الحرائق الذي تنفذه أمانة محافظة جدة بالمنطقة. وقال الأمير سلطان بن سلمان : من خلال الإحصائيات الأخيرة تبين أن الحرائق تحدث في المنطقة التاريخية بمعدل 5 حرائق سنويا خلال الخمس سنوات الماضية، وهو ما أدى إلى أن تخسر جدة التاريخية اكثر من 200 مبنى من بداية تصنيفها عام 1980 م، وتم هذا الإجتماع بتوجيه من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الذي أنابني أنا وسمو محافظ جدة لحضوره. وأضاف: جدة التاريخيه ليست ملكا لجدة و اهلها، انما هي ملك وطني والدولة رعت ذلك بصدور قرار مجلس الوزراء موخرا القاضي بتقديمها لليونسكو كموقع تراث عالمي، وتم تسجيل مدائن صالح كموقع تراث عالمي، وتستعد اليونسكو للتصويت على الدرعية التاريخية هذا الصيف، فيما تم تقديم أوراق المنطقة التاريخية بجدة خاصة وانها موقع اقتصادي وثقافي وتاريخي عالي القيمة. وعن الحرائق المتكررة في المباني التاريخية قال سموه: المنطقة تتبع لامانة جدة، وهيئة الاثار تعمل ضمن فريق و بصفة شخصية، وكان سمو أمير منطقة مكةالمكرمة سابقاً صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبد العزيز يرحمه الله قبل اكثر من 23 عاما قد تحدث عن انشاء برنامج الملك عبدالعزيز لخدمة جدة القديمة (التاريخية) وانشاء صندوق لدعمها. وزاد: أن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه حاليا كان بسبب تعاقب الأمناء وإهمال المنطقة التاريخية بجدة رغم أنها المنطقة الوحيدة المتبقية في الوطن العربي متكاملة العناصر على البحر التي تعكس التراث العمراني الاسلامي. وبين أن الهيئة قدمت خطة كاملة و دراسات تفصيلية وقامت الأمانة بتنفيذها، وذلك بصرف ما يقارب 50 مليون ريال لايصال مضخات الحريق داخل المنطقة وتم في هذا الإجتماع التأكيد على تعجيلها، مشيراً إلى انه ستصدر اليوم الاربعاء قرارات في اجتماع اللجنة التنفيذية للقيام بجولات على المستودعات والتمديدات الكهربائية، خاصة وأنها أمور مطروحة منذ زمن بعيد. وفي إجابته على سؤال "المدينة" بخصوص نزع ملكيات المباني قال: تاسست شركة وسط جدة تعمل مع الامانه ونحن نعمل معها، وستقدم الشركة خطتها للتطوير الشهر المقبل وهي تدخل في المشروع كمطور لوسط جدة و ليست التاريخية فقط، و من جهتنا في الهيئة سنقوم بتسريع اي معاملات تاتينا من الملاك والمطورين مع بنك التسليف، خاصة مع صدور قرار مجلس الوزراء بتقديم قروض لملاك المباني في جدة التاريخية التي تم تصنيفها من قبل الهيئة كقرية تاريخية. ومن القرارات كذلك انشاء بلدية خاصة ومكتب للاثار حسب طلب اليونسكو للتصويت عليها، والامير مشعل هو قائد هذه العملية المعقدة وثقتنا فيه عالية. وعن تكرار سقوط المباني في المنطقة قال: لا بد أن يعود المبنى كما كان و يتم بناؤه من الحجر والمواد الأصلية ويجب ان ينتبه الملاك لهذه النقطة، ونحن نريد ان يستفيد الملاك من الحلول الاقتصادية التي قدمتها الهيئة واحتضنتها الامانة وشركة جدة، وكلها حلول اقتصادية تعطي الملاك فائدة افضل مما كانوا يتوقعونها. وعن الحلول لإشكالية المنطقة التاريخية قال الأمير سلطان: طبعا هناك حلول لم نخترعها وانما اتت من اليونسكو وهي حلول دولية، وهناك حلول اتخذت فيها قرارات تعتبر مرادفه للحلول الدولية خاصة في حالات الانذار، واللجنة تعمل ضمن منظومه عالية مع خبراء دولين، وكل القرارات و الحلول التي تتعلق بجدة التاريخية تمت درستها وهي جاهزة ونفذ ما لا يقل عن 50 % منها ، مشيراً إلى أن المالك يستطيع إقتراض ما يقارب 7 ملايين ريال لإنشاء مشروع إقتصادي " فندق ، متحف " كما حصل في قرية الرياض وعسير والباحة. إلى ذلك أوضح أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه أن الجزء الأول من الزيارة كان لتفقد موقع الحريق الأخير الذي أدى إلى إنهيار 3 مبان تاريخية، وكذلك الوقوف على هديه خادم الحرمين الشريفين المتمثلة في تبرعه الشخصي الكريم لانشاء شبكة اطفاء الحرائق في المنطقة وقد تم انجاز معظمها وهي تشمل خزانات للمياه ومضخات لصعوبة دخول آليات الدفاع المدني للمنطقة، مشيراً إلى أن المشروع سيساهم بعد إستكماله ودخوله الخدمة في تسهيل مكافحة الحرائق.