أهم نقطة تواجه المبتعثين في الخارج هي كيفية التعامل مع الملحقية الثقافية والخدمات والتسهيلات التي تُقدم للطلاب وكل هذه الهموم يكمن حلها في شخصية الملحق الثقافي، لذا فوجود ملحق ثقافي يملك الحس الإداري والتعامل القيادي والخبرة الأكاديمية أمر في غاية الحيوية. قبل فترة غادر الملحق الثقافي في أستراليا الدكتورعلي البشري إلى كندا بعد أن وضع بصمة تأسيسية في حياة الملحقية الثقافية؛ خصوصاً وأنه قدم لأستراليا وعدد المبتعثين في ذلك الوقت لا يتجاوز ألفي طالب وطالبة..ما قدمه البشري للملحقية لا ينكره إلا جاحد. وجاء خير خلف لخير سلف وهو الدكتور عبدالعزيز بن طالب. ربما معظم المبتعثين في العالم قد يعرفون الدكتور بن طالب لأنه صاحب أشهر كتاب (الدراسة في الخارج) الذي وصل إلى طبعته السادسة بسبب كثرة الإقبال عليه لما يحتويه من معلومات قيمة ومهمة لكل مبتعث.. وصول بن طالب لمقعد الملحقية سيؤدي إلى مكاسب حقيقية للطلاب والملحقية في نفس الوقت، فهو قائد شاب يملك خبرة أكاديمية متميزة في جامعة الملك سعود وقريب أيضاً من هموم وشؤون الطلاب وهذه هي النقطة الأهم في شخصية أي ملحق ثقافي لأن ذاكرته لا تزال جيدة عندما كان طالبا فهو يعي تماماً حجم المشكلات والمعاناة التي ترافق الطلاب المبتعثين وفوق كل هذا فهو إداري محترف ومتميز ويتضح ذلك من خلال تطويراته ولمساته الإدارية في الملحقية خلال السنوات الماضية. كتبتُ هذه المقالة بعد أن لملمتُ أوراقي وعفشي راحلاً من أستراليا حتى لا يظن من في ظنه سوء أنني مطبّل أو صاحب حاجة بعد أكثر من ستة سنوات أمضيتها.. ودعتُ هذا البلد الرائع وتجربتي مع الملحقية خلال السنوات الطويلة تؤكد أن الدكتور بن طالب هو خير نموذج نطالب به لأن يكون قدوة لبقية الملحقيات الثقافية فقد ولى زمن العواجيز والهياط الفارغ!