استضافت لجنة البرامج في مهرجان سوق المسوكف الشعبي بعنيزة، وفداً مكوناً من أبرز ستة حرفيين بمنطقة الأحساء؛ يمثلون صناعة البشوت، وركن الخبَّاز الحساوي، وصانع الأواني الفُخارية، وبائع الأقمشة والملبوسات القديمة، إضافة إلى حائك المنسوجات، في بادرة تعد الأولى من نوعها، وسميت في المهرجان بركن «الجنادرية المصغر»، وجذبت جميع الفئات التي زارته. كما شارك في المهرجان شباب وشابات من مختلف الأعمار، حيث قامت بعض الفتيات بعرض بعض الصناعات اليدوية الحديثة المتمثلة في الكتابة على القُمصان بالألوان المُزخرفة وشك الملابس وتطريزها بأنواعٍ من الفصوص والكريستالات، بالإضافة إلى تزيين وتجميل أغطية وأغلفة أجهزة الحاسب المحمولة، وأجهزة الجوال والهواتف الذكية، بكتابات ونقوش جذابة تزيد من جمالها، وخصص لهن ركن لبيع منتوجاتهن. إلى ذلك، شهد السوق أمس، زوارا من جميع أنحاء المملكة، للاستمتاع بعروضه المميزة وفعالياته المتنوعة. وعُرض في المزاد الشهري للسوق أمس، الذي يقام «آخر خميس من كل شهر هجري»، منتجات متنوعة بين بنادق قديمة «أم فتيل، هطفاء، كندة، أم أصبع»، إضافة إلى سيوف وحراب وأوان منزلية وجلود وطوابع بريدية وكتب وبعض معدات الحراثة القديمة، إلى جانب منسوجات ومشغولات يدوية قديمة مثل «الخرج والشداد والهودج والملابس التراثية القديمة».وأوضح أحد المشاركين من دولة الكويت ل «الشرق»، أنه حضر للسوق لبيع بعض القطع النادرة، وهي عبارة عن جهاز تشغيل الأسطوانات الصوتية القديمة ومنظار وبعض الخناجر (الشبرية) التي تشتهر بها مناطق شمال شبه الجزيرة. وذكر أنه علم بالسوق من أصحابه الذين يهوون جمع النوادر، وأصبح يتردد على السوق شهريا لبيع ما يزيد عن حاجته. كما أكد ل «الشرق» الشاب تركي العقيل أحد أصحاب الحرف اليدوية، أنه يمارس مهنة النحت ومشغولات الجبس، وتخصص في العازل (السبركس)، لأنها مادة خفيفة وسهلة التشكيل وجديدة على المجتمع. وأضاف «أقوم بتشكيل منتوجاتي على أشكال منارة بيوت الطين، وكذلك كمجسمات جمالية، ودروع، إضافة إلى التصاميم التي تأتي حسب الطلب. وتابع «بدأت العمل كهواية، وقمت ببيع بعض منتوجاتي، واستأجرت محلا بسوق المسوكف الشعبي بأجر رمزي، وأصبحت أمارس المهنة بشكل أكبر، واستطعت من خلال التشجيع الذي قابلته من الزوار والأصدقاء، المشاركة في العديد من المهرجانات، وأضفت حاليا إلى المنحوتات بيع السيارات القديمة الصغيرة».وفي السياق، أوجدت إدارة السوق، قسما مختصا للنساء يتم فيه بيع وشراء لوازم المرأة من ملابس وعطور وبخور وفضيات وبهارات ومكسرات وألعاب أطفال. وتقول أم أحمد (أم لخمسة أولاد، ولديها 21 حفيدا)، أنها تبيع في محلها لكي تعول نفسها دون طلب المساعدة من أحد، وأضافت «أبنائي يقومون برعايتي، ولكن التكاليف المادية للحياة أصبحت كثيرة، فأحببت أن أخفف الحمل عنهم، وفي الوقت نفسه أتجاذب أطراف الحديث مع جاراتي في المحلات المجاورة، خصوصا وأن قسم النساء يحافظ على خصوصية المرأة». في السياق، أبدى عدد من زوار السوق، إعجابهم بمحتوى وتنوع المهرجان. ويؤكد عبدالله الجبرين (أحد سكان الرياض)، أنه سمع بإقامة المهرجان من أقاربه، فقرر التوجه بأبنائه إلى مسقط رأسهم (عنيزة)، مبينا أن تنوع وتنظيم ومحتوى المهرجان متميز، ويلبي رغبات الشباب والعوائل. وتمنى وجود سوق مماثل في الرياض، وأضاف «هناك مهرجان الجنادرية الذي يشمل جميع مناطق المملكة، لكنه مزدحم وبعيد عن مدينة الرياض، أما مهرجان المسوكف فهو شعبي وفي وسط المدينة وبه أجواء جيدة جدا، والمهرجان «مهضوم» إعلاميا». وأشاد الجبرين برعاية «الشرق» إعلاميا للمهرجان، مؤكدا أن ذلك سيضمن له الانتشار، واقترح توزيع نشرة عن السوق داخل حي السفارات حتى يتم عمل مجموعات سياحية له من قبل الجاليات الأجنبية.