إذا كنت شخصاً تجيد الاستماع لمشاكل الآخرين بينما ترفض القيام بالمثل مع بعضهم بحجة أنه قد لا يفهمك أو أنك توفر غصة الهموم على قلبه، فأنت ترتكب جرماً كبيراً مع نفسك لأنك ببساطة تختزن كل الطاقات السلبية التي قد تحولك مع الوقت إلى إنسان مشفق على ذاته متقمصاً إحساس الضحية في كل أفكارك، هذه الطاقة غير الإيجابية التي تتجمع في بؤرة نظرتك للحياة قد تعيقك عن التواصل مع الآخرين؛ لأنك قد تعتقد ببساطة أن لا أحد يصل لمستوى فهم مشاعرك وهذه مصيبة قد تجعلك تتخذ قرارات في حياتك وتحكم على تصرفات الآخرين بناءً على تصوراتك. ولعل خوفك من أن تسمع كلمة “لا” أو أي نقد مباشر لأفكارك قد يكون السبب الرئيس لترددك في الإقدام على فتح قلبك لأحد. والحقيقة أن الحاجة لتحرير مشاعرك من هذا الخوف لا تحتاج سوى قرار، وانظر حولك لترى من يمكنه أن يكون بئراً لأسرارك وأن يكون ذلك البئر قادراً على امتصاص نقاط قوتك وقاذورات ضعفك أيضاً. لا يمكن أن لا يكون هناك بين مئات الأشخاص ممن يحيطون بك من لا يستحق ثقتك فكيف تفعل ذلك؟ عليك أن تختار من هو أقرب إليك في طريقة تفكيرك وأن بينكما أهدافا مشتركة وأن استيعابه للأمور متناغم معك حتى لا تتعرض إلى سخرية لاذعة وهي قد تصدر فقط ممن لاينطبق عليهم الوصف السابق وليس عليك سوى أن تراقب ردود أفعال هؤلاء الأشخاص تجاه الأمور حتى تتأكد من أنك فتحت قلبك للشخص المناسب فإذا شعرت براحة فلا تتردد في فتح ذلك السرداب (قلبك) وأنت مطمئن أن من يستمع إليك لن يكون موضع سرك فقط لكنه سيمتص أي طاقة مسمومة منك. لؤلؤة: افتح قلبك للإنسان الذي يعطيك ولا يسأل كيف؟ ولمن؟ ولماذا؟