ثمّن آباء وأبناء وإخوة شهداء الحد الجنوبي الذين استشهدوا فداء للوطن اهتمام وعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، صدور قرار مجلس الوزراء، أمس الأول، بتوظيف زوجة الشهيد وأبنائه وبناته بصرف النظر عن عددهم، وتوقيت تقدمهم للوظيفة، معبرين عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الإنسانية من قبل الحكومة الرشيدة. وقال على مدخلي، والد الشهيد عيسي مدخلي، الذي استشهد خلال المواجهات مع المتسللين، ل «الشرق» إن اللفتة غير مستغربة من الحكومة الرشيدة، وتمنى أن يتم بعد صدور القرار توظيف ابنه (22 عاما)، وشقيقتيه الجامعيتين اللتين تخرجتا منذ أكثر من أربعة سنوات ولم يتم تعيينهن حتى الآن. وتمنت والدة الشهيد أن يتم تعيين شقيق الشهيد وشقيقتيه. أما شقيق الشهيد مدخلي، المعلم هادي مدخلي، فأعرب عن سعادته بالقرار، وقال إنه يؤكد حرص الدولة بجميع مستوياتها على تكريم أسر شهداء الواجب. وأضاف «الدولة دائمة السؤال عنا وعن أبناء الشهيد وأسرته دائما، ولم تمر مناسبة إلا ونجد من يتصل بنا ويسأل عن احتياجاتنا سواء من وزارة الدفاع أو من وزارة الداخلية، كما أن الشهيد مُنح عدة أوسمة، منها وسام الملك عبدالعزيز ونوط الشرف من وزارة الدفاع، واستُضفنا في لفتة جميلة العام الماضي لأداء شعيرة الحج». وشكر علي عثمان الفود، والد الشهيد حسن الفود، القيادة الرشيدة على القرار، الذي يؤكد أن الدولة ترعى أبناءها وتحافظ عليهم وتكرم من ضحى بعمره فداء للوطن. وزارت «الشرق»، منزل أبناء الشهيد العريف محمد الجريبي، في بلدة البديع والقرفي في محافظة أبوعريش، الذي استشهد إثر انفجار لغم بالشريط الحدودي بعد انتهاء عمليات الحرب الأخيرة التي شهدتها الحد الجنوبي، وهو أحد أفراد سلاح المهندسين التابع للواء الثالث عشر بتبوك، وخدم في العسكرية نحو عشر سنوات، وترك وراءه ثلاثة أولاد وطفلة، أصغرهم عبدالعزيز وعمره سنة واحدة. وقال والده إن خادم الحرمين الشريفين والقيادة الكريمة لا يألون جهداً في تبنيهم أسر الشهداء والاهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم والسؤال عنهم أولاً بأول، وأضاف هذا ليس بغريب على ملك أحب شعبه وأحبه الشعب كافة لخصاله الحميدة. وعن ابنه الشهيد، قال إنه أحد أبناء الوطن الغالي، وموته شهادة أكرمه الله بها لأنه تحقق أثناء تأديته لواجبه الديني والوطني، مؤكدا فخرهم بشهادته التي أصبحت شرفا ووساما على صدور الجميع. ويقول والد الشهيد الجندي أول مظلي صاعقة محمد الضامري (19 عاما)، الذي استشهد في الأحداث الحدودية الجنوبية الأخيرة، إن ابنه الشهيد لم يكمل عاماً منذ التحاقه باللواء المظلي بمنطقة تبوك، وكان وقتها يستعد لإتمام مراسم زواجه، وبيّن أن الشهيد الثاني بين إخوته الذكور الستة، وله ست أخوات، مضيفا أن القرار يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الشديد والدائم على هذه الفئة الغالية على قلبه، مبينا أن ابنه نال أمرا عظيما باستشهاده وهو يدافع عن حدود بلاده من أجل استقراره وحفظ أمنه، وأن موته وفراقه عن أسرته ليس أمرا محزنا بقدر ما كان شرفا للجميع. وفي محافظة الداير بني مالك، أكد أبناء الشهيد جابر يحيى المالكي، أن والدهم لم يمت وإنما استشهد في ميدان العز والشرف دفاعاً عن الوطن، داعين الله أن يحفظ والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأبدوا امتنانهم لخادم الحرمين الشريفين حول القرار الذي أصدره بتوظيف أبناء الشهداء وزوجاتهم. ويوضح جدهم لأمهم علي المالكي، أن زوج ابنته الشهيد جابر المالكي ترك خلفه خمسة أولاد هم سيف طالب الثالث المتوسط، وراكان في الصف السادس، وأريج عشر سنوات، وأميرة ست سنوات، وريماس أربع سنوات، ووالدتهم التي تكمل الثاني متوسط في المدارس الليلية لكي تحصل على عمل، فيما تشكو ريماس أصغر طفلة من ثقب في القلب، وكان مقرر لها عملية في القلب، إلا أن استشهاد والدها حال دون ذلك، مبينا أنهم لم يتمكنوا من إجراء العملية لها وعلاجها في المستشفى العسكري حتى الآن، واضطروا لعلاجها في مستشفى بني مالك. والد وأبناء الشهيد جابر المالكي طفلا الشهيد محمد الجريبي والد الشهيد الرقيب عيسى المدخلي وأبناؤه ريماس مع محرر الشرق الزميل يزيد الفيفي