غزة، الضفة الغربية – يوسف أبو وطفة احتياجات غزة من المحروقات توازي احتياجات أربع محافظات مصرية مصر تؤيد إعلان الدوحة لأنه جاء مكملاً لاتفاق القاهرة بين فتح وحماس ملف المصالحة يعاني جموداً ويحتاج مزيداً من اللقاءات بين الفصائل كشف السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، ياسر عثمان، عن جهودٍ تبذلها مصر حالياً لحل قضية الأسيرة الفلسطينية، هناء الشلبي، ولوضع حد للخروقات الإسرائيلية لبنود صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية. واعتبر «عثمان»، في حوار خاص ل «الشرق»، أن العلاقة بين مصر وحركة حماس قوية ومتينة للغاية، ونفى وجود أي خلافات دبلوماسية بين الجانبين على خلفية أزمة الوقود والكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة في الآونة الأخيرة. وفيما يلي نص الحوار. * كيف تتابع مصر سير عملية المصالحة الفلسطينية خصوصاً وأنها الراعي الرسمي لها؟ - ملف المصالحة في الفترة الأخيرة يشهد حالة من الجمود، ومصر ستعمل خلال المرحلة المقبلة على عقد مزيد من الاجتماعات بين أطراف المصالحة. * كيف تنظر القيادة المصرية التي رعت اتفاق القاهرة في العام الماضي، إلى إعلان الدوحة الذي جرى توقيعه بين الرئيس عباس ومشعل برعاية قطرية؟ - مصر تؤيد أي جهد عربي يؤدي إلى تنفيذ اتفاق القاهرة على أرض الواقع، اتفاق القاهرة هو الإطار التعاقدي الرئيس في موضوع إنهاء الانقسام، وإعلان الدوحة جاء ليحل إشكالية الحكومة ضمن إطار اتفاق القاهرة. * في الآونة الأخيرة شهدنا نوعاً من الشد والجذب في العلاقات بين مصر وحماس على وجه الخصوص، هل هناك أزمة دبلوماسية بين الطرفين نتيجة نقص الوقود في غزة؟ - ربما هناك بعض الاختلاف، وهو ناتج عن تقديرات مختلفة بين الجانبين، وهذا أمر طبيعي، لكن العلاقات مع الحركة قوية ومتينة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الجانبين، ولا صدق لكل ما يُذكَر عن أزمات. * قطاع غزة يغرق في الظلام لأكثر من ثلاث مرات في أقل من شهر، كيف تنظر القاهرة إلى هذه الأزمة المتفاقمة؟ - أزمة الكهرباء في قطاع غزة لها شقان، الشق الأول يتعلق بالسولار المصري الذي تحتاجه محطة كهرباء غزة، وهذا الموضوع تمنحه القيادة المصرية الأولوية، ولكنه في نفس الوقت موضوع يجب أن يدرك الجميع مدى صعوبته وحجم التضحيات التي تقوم بها مصر فيه، فنحن لدينا عجز في السولار يبلغ 30 % من الطلب المحلي، والحكومة المصرية صرفت خلال عام 2011 مبالغ إضافية للوقود بقيمة نصف مليار دولار لحل أزمة العجز في السولار الذي تعاني منه محافظات مصر، ونشأ هذا العجز في الأساس بسبب عمليات التهريب التي تتم عبر الحدود المصرية، وقطاع غزة يحتاج من أربعين إلى 45 مليون لتر شهرياً من المحروقات من ضمن هذه الكمية 15 مليون لتر تحتاجها محطة كهرباء غزة، وهذه الأرقام توازي احتياجات أربع محافظات مصرية صغيرة نظراً لارتفاع مستوى المعيشة في القطاع عنه في بعض المدن والمحافظات لدينا، لكن رغم كل ما ذُكِر وضعت القيادة المصرية احتياجات قطاع غزة من السولار على قائمة احتياجاتها التي تقوم باستيرادها وذلك إيماناً منا بمسؤولياتنا تجاه القطاع، وأنه يجب أن يكون ضمن أولويات السياسة المصرية عدم السماح سواء بحصاره أو بحدوث أزمات إنسانية فيه، والشق الثاني أن مصر تنظر إلى أزمة كهرباء غزة باعتبارها أكبر بكثير وأطول أمداً من أزمة السولار، وهو ما دفعها للاتفاق مع الجانب الفلسطيني على حل أزمة الكهرباء في القطاع من خلال الربط الكهربائي مع مصر كمرحلة أولى، وضم القطاع إلى مشروع الربط الإقليمي أو ما يسمى الربط الثماني كمرحلة ثانية، مع الوضع في الاعتبار أن المرحلة النهائية لن تحتاج إلا ل 18 شهرا لإتمامها بشكل كامل. * تطرقت في حديثك إلى المرحلة الأولى، وهي ربط قطاع غزة بمحطات الكهرباء المصرية، متى تبدأ هذه المرحلة، وهل جرى التوافق عليها مع الجانب الفلسطيني؟ -المرحلة الأولى جرى التوافق عليها بشكل كامل مع الجانب الفلسطيني في قطاع غزة، وحصلنا على موافقة البنك الإسلامي للتنمية في جدة على تمويل عملية الربط بين مصر العربية والقطاع بشكل كامل، أما عن موعد انطلاق العمل في هذه المرحلة فمن المقرر أن يكون خلال الأسابيع القليلة القادمة، وهي تحتاج ما بين أربعة إلى خمسة شهور فقط، وستقود إلى تخفيف حقيقي للأزمة المتفاقمة في قطاع غزة . * تتابعون قضية الأسيرة الفلسطينية هناء الشلبي، إلى أين وصلت جهودكم في ذلك؟ -نحن نولي قضية الأسيرة هناء الشلبي اهتماما كبيرا باعتبار أن حياتها باتت في خطر حقيقي، ونناقش حالياً آليات حل هذه القضية مثلما نجحت الجهود المصرية في حل قضية الأسير الشيخ خضر عدنان. * كيف تتابع مصر الخروق الإسرائيلية المتكررة لصفقة تبادل الأسرى التي تمت بين حركة حماس والجانب الإسرائيلي في أكتوبر المنصرم؟ -فيما يتعلق بصفقة «وفاء الأحرار»، تقوم السفارة المصرية في الوقت الحالي برصد الخروق الإسرائيلية التي تتم بشأنها، ويجري حالياً موافاة الجانب الإسرائيلي بها.